الصراع القيمي في الأدب الياباني الحديث : دراسة تحليلية بالتركيز على أعمال ”ريونوسيكيه أكوتاغاوا” الأدبية / اعداد مى سعد احمد حجازى ؛ اشراف علاء على زين العابدين، حسن كمال حسن حرب.

أطروحة (دكتواره)-جامعة القاهرة، 2022.

ببليوجرافيا: ص. 200-250.

يهدف هذا البحث إلى تسليط الضوء على الصراع بين القيم اليابانية التقليدية والقيم الغربية وأثره في الأدب الياباني الحديث. ويقوم البحث بالتركيز على أدب ”ريونوسيكيه أكوتاغاوا”(Ryunosuke Akutagawa) 1892-1927 بوصفه نموذجاً للأدب الياباني الحديث. وتسعى الباحثة إلى إيضاح الصراع القيمي في المجتمع الياباني من خلال تناول أعماله الأدبية بالدراسة والتحليل. وقد عرضت الباحثة في الباب الأول الدراسات السابقة المتعلقة بموضوع البحث. وقسمت الباب لفصلين الفصل الأول يتناول الدراسات المتعلقة بفكرة الصدام بين الحضارة الغربية والحضارة التقليدية في اليابان ثم تناول الفصل الثاني الأبحاث السابقة المتعلقة بأدب ريونوسيكيه أكوتاغاوا. وقد أوضح الباب الثاني أولاً التغيرات التي أحدثتها نهضة ميجي 1868-1912 في المجتمع الياباني وكيف خلقت هذه الحداثة الصراع القيمي في المجتمع، وثم عرض الخلفية التاريخية للفترة التي عاصرها الأديب والتي تشمل أواخر عصر ميجي وعصر تايشو(1912-1926) وتأثيرها في الأدب الياباني الحديث. ثم عرض الباب الثالث البيئة التي نشأ فيها الكاتب على الصعيد الشخصي، وما تعرض له من اضطرابات وأثرها في إنتاجه الأدبي وخصائصه الأدبية. ونجد أن مراحل إبداع الأديب تنقسم إلى ثلاثة (الأولي،الوسطى،الأخيرة )،وقد قامت الأبواب التالية بعرض تحليل بعض الأعمال الأدبية المختارة للأديب لإبراز الصراع القيمي وكيف تطور تصويره على مدار مراحل إبداع الأديب الثلاثة . تناول الباب الرابع تحليل قصتي ”راشمون ” Rashomon و”المنديل” hankachi بوصفهما نموذجاً لأعمال المرحلة الأولى للأديب. وتناول الباب الخامس أعمال المرحلة الوسطى من خلال تحليل قصتي ”لوحة الجحيم ” jogokuhenواليوسفي” mikan. وأخيراً تناول الباب السادس الأعمال الأخيرة من خلال تحليل قصتي ” معركة القرد والسلطعون ” sarukanigassen و” كابا”kappa. وفي نهاية البحث تعرض الباحثة النتائج التي توصلت إليها في هذه الدراسةوالتي يمكن تلخيصها في النقاط الآتية: •تأثر الأديب بالبيئة التي نشأ بها حيث واجه العديد من الاضطرابات داخل عائلته بالإضافة إلى طبيعة الحقبة التاريخية التي عاصرها والتي تتسم بالعديد من التغييرات على الصعيد التاريخي في المجتمع الياباني. •معظم الدراسات السابقة أشارت إلى أن الأديب انتقد الحداثة في اليابان، إلا أنه انتقد أيضاً الثقافة التقليدية التي أعطت الأولوية للجماعة على الفرد، وكان مؤيداً للجانب الحديث الغربي الذي يدعم أهمية الفرد والليبرالية. ويظهر هذا خاصة بالأعمال الأولى،وهنا يمكننا لمس بداية الصراع والتخبط في هذه الأعمال. •تبلور تصوير الصراع القيمي بأعمال المرحلة الوسطي والأخيرة مقارنة بالأعمال الأولى. وازدادت حدة صراع القيم بشكل أكبر، وهنا نلاحظ أن الأديب ينتقد انتشار القيم الغربية الزائد. ويلاحظ في الأعمال الأخيرة تركيز الأديب على تصوير الوضع الفوضوي وتخبط المفاهيم نتيجة للصراع القيمي. •يلاحظ في أعمال الأديب التحول النفسي والأخلاقي للأبطال بعد تصادم قيمهم مع قيم الأطراف الأخرى. ويعد هذا التحول أو التغير الذي يمر به أبطال قصص الكاتب، ممثلا لتغيره هو أيضا نتيجة لصراعه النفسي الداخلي والصراع الأخلاقي بين الثقافتين اليابانية والغربية. •ولم يكتف الأديب بتصوير صراع القيم والتغيرات الاجتماعية، ولكن أيضًا النتائج التي خلفتها مثل الوحدة والعزلة والمرض النفسي وغيرها. وعلى الرغم من أن مثل هذه الموضوعات وبخاصة المرض النفسي كان يعد موضوعاً لا يتناول باهتمام كاف في المجتمع بذلك الوقت فإنه اهتم بالجانب النفسي في أعماله. •يرىالأديب أن مرونة الثقافة اليابانية التقليدية جعلتها أكثرغربية. ولذلك توقع أن يصبح الصراع القيمي أكثر حدة في المجتمع الياباني مستقبلاً بسبب هذه الازدواجية. حيث يلاحظ هذا خاصة بعد الحرب العالمية الثانية، فنجد أدباء معاصرين مثل هاروكي موراكامي يتناولون هذا الصراع مما يدفع الباحثة للتفكير بتناول هذه النقطة في الدراسات المستقبلية. ولكن يمكن القول إن القيم التقليدية للشعب الياباني لا