أطروحة (ماجستير)-جامعة القاهرة، 2023.

ببليوجرافيا: ص. 456-476.

إن دراسة دلالة الأفعال أو دراسة المعنى يعد علما جليلا في ميدان اللسانيات, إذ يمثل المعنى في الدراسات اللغوية اليوم نقطة أساسية من نقاط البحث. ولقد جعلت الدراسات الحديثة من علم الدلالة محورا للدراسات اللغوية, ولأن اللغة تتطور وتتغير كالكائن الحي الذي يحيا في أحضان المجتمع , فقد تعرضت الدراسة إلى أهم المفاهیم المتعلقة بالتغير الدلالي ومراحله وأسبابه ومظاهره , إذ إن تغیر الألفاظ، واكتسابها للمعاني الجدیدة یندرج ضمن مبحث من مباحث علم الدلالة. ويعد السِّياق الذي ترد فيه الألفاظ من أكبر العوامل المحددة للدلالة، ومعرفة أي مدلولاتها أولى بالتقديم والقبول؛ لذا كان للسِّياق القرآني أهمية بالغة في تفسير القرآن الكريم، فهو أصل عظيم من أصول التفسير، لا غنى للمفسِّر عنه، لما له من أثر ظاهر في فهم كلام اﷲ تعالى، وبيان المعنى الصحيح في الآية. ونظرا لمكانة علم المعنى في الدرس اللساني، تمخضت عنه عدة نظريات لعلَّ من أهمها نظرية الحقول الدلالية، التي تقوم بتصنيف الوحدات اللغوية وإدراجها ضمن حقول معينة تربط بينها علاقات منطقية؛ من ترادف، ومشترك لفظي، وتضاد...إلخ .ولقداستهدفت الدراسة في الجزء التطبيقي الكشف عن الأفعال المجردة ,والتي تحفل بمختلف الدلالات في السور المكية,من خلال استقراء هذه النظرية الأكثر شيوعًا بين دارسي دلالة المعنى، ويتَّضح هذا الشيوع من خلال الكَم الكبير من الأبحاث التي أُجريت معتمدةً على تلك النظرية . وقد تناول البحث نظرية التحليل التكويني والتي اتخذت من نظرية الحقول المادة الخام لدراستها,حيث تهتم هذه النظرية بتحليل الكلمات إلى مكونات وعناصر, والكشف عن صلاتها، كل منها بغيرها، وصلاتها جميعا باللفظ العام, وقد قمت بتحديد السور المكية , وإحصاء الأفعال المجردة التي وردت فيها مع الترتيب الألفبائي للأفعال , وبعد بيان معناها من خلال المعاجم اللغوية,أوردت الشَّواهِد القرآنية الذي تضمنت الأفعال, ثم تصنيف هذه الأفعال إلى حقولها الدلالية المناسبة, مع بيان الجانب الاستعمالي فيها, مسترشدة في هذه الدراسة بالمنهج الوصفي التحليلي؛ لما يوفره من إمكانات تتبع الألفاظ واستكشاف دلالاتها.