أطروحة (دكتوراه)-جامعة القاهرة، 2023.

ببليوجرافيا: صفحات 152-163.

الرسالة محاولة لجسر الهوة بين الأنثى وذاتها؛ فعلى حين يبدو هذا القول ينطوي على مفارقة، إلّا أنه واقع تعيشه الأنثى: إنها تعيش شتاتًا وضياعًا في عالم حيك لتكبيلها، ولتخدم أغراضًا ليست لها. وما يزيد هذا الواقع تأزمًا هو عدم وعيها به؛ فشرط تجاوز الأزمة هو الوعي بها.. وهذه هي مهمة الفلسفة الكبرى: الشعور والوعي بالأزمة، وبلورتها، وبحث عللها وأصولها، والعمل على رسم آفاق الحلول.
وقد جمعت الدراسة بين خطين في الفكر الفلسفي شاع عنهما أن كلٍ منهما لا يؤدي إلى الآخر: أنطولوجيا هيدجر، والفلسفة النسوية. فلئن شاع عن هيدجر إمعانه في التجريد، وعن الفلسفة النسوية إمعانها في التجسيد، فإن حصاد الجمع بينهما هو تعميق الفكر النسوي، ومد فكر هيدجر بشرايين الدلالات والمرامي التطبيقية في واقع يمور بالاضطراب والضبابية وغياب الاتجاه والرؤية الكلية. وعلى ذلك فإن الرسالة تمثل أول دراسة في المكتبة العربية تقدم التناول النسوي لأنطولوجيا هيدجر.
الإشكالية العامة في الرسالة، تتمثل في إنها خطوة على طريق إعادة بناء الأنطولوجيا النسوية، وإعادة النظر في الكينونة الأنثوية الملقى بها في العالم؛ وذلك من خلال فهم وتفسير هذا العالم الذي تم إلقاؤها فيه؛ حيث صار يشكلها ويوجهها إلى الحد الذي أصبح فيه المهيمن على كل مناحي حياتها. إننا نوجد في العالم لكي نفهم أنفسنا من خلاله؛ ليساعدنا في مهمتنا الوجودية، لا ليكبلنا بما تمليه الثقافة وما تضعه المجتمعات من قوالب وأصول. ولذلك انقلب الوضع وساء التقدير، حين ألغينا الغاية وأبقينا الوسيلة؛ لتصبح هذه الوسيلة هي الغاية والمنتهى.
وهكذا يسعنا القول بأن الأنطولوجيا النسوية، قد قدمت، مع أنطولوجيا هيدجر، أو انطلاقًا منها، "روشتة" وجودية للعيش في وئام مع الآخر ومع العالم ومع الطبيعة، كما أظهرت لنا الأبعاد الخفية في رؤيتنا للعالم، والتي تتشابك مع رؤيتنا لأنفسنا.
وتهدف الدراسة إلى تحقيق الانبعاث الوجودي للمرأة، ذلك الذي يؤدي بها إلى إدراك ذاتها الحقّة وتحقيق وجودها الأصيل، والذي من فرط أصالته يتحد مع الوجود العام ما دامت تشارك هذا الوجود في تحقُّقِه وصيرورته. وبعبارة أوجز وأبلغ: يهدف هذا البحث إلى قيام المرأة من ركام الزيف والعار كما تقوم العنقاء من رمادها؛ وذلك من الطريق الأنطولوجي، كتتمة لقيامها من الطريق الإبستيمولوجي.
ولقد استعنّا في هذه الرسالة بالمنهج النقدي في تناول بعض الظواهر الثقافية والحضارية التي ترجع في التحليل الأخير إلى أزمات وجودية وجنوسية/جندرية. كما يحضر بقوة – كذلك – المنهج المقارن، الذي يعرض ويحلل الجوانب المشتركة بين أنطولوجيا هيدجر والأنطولوجيا النسوية. أما المنهج الفينومنيولوجي، فهو الأساس البنائي لهذه الرسالة؛ فعليه قامت كل التحليلات والتوصيفات بشكل مرئي أحيانا وغير مرئي أحيانًا أخرى، ولكن الحقيقية المؤكدة أنه الأساس البنائي للموضوع برمته. وفي النهاية، تتضافر المناهج سويا لتحقيق منهجية نسوية بحق، كما أرادت لها الفلسفة النسوية أن تكون؛ حيث أصبح المنهج ينبض بالحياة ويغذيها، لا مجرد قواعد وضوابط فقط كما هو شائع في الفكر الفلسفي الأكاديمي.
جاءت الرسالة في ستة فصول، تعرض وتحلل وتنقد بعض الدراسات والظواهر والمفاهيم المترابطة، والمرتبطة بالمقاربات النسوية لأنطولوجيا هيدجر، واستثمارها في معالجات ناجحة للظواهر والمفاهيم التي تمس المرأة وعلاقتها بالجنس الآخر (الرجل) وعلاقتها بالعالَم؛ وذلك بهدف قطع خطوات على طريق تحقيق الانبعاث الوجودي أو النهضة الوجودية للمرأة، وتغيير النظرة عنها، وإنهاضها من كبوتها الوجودية.
وتمثلت أهم النتائج التي انتهت إليها الرسالة في أن للمرأة امتيازات وجودية هائلة، خلافًا لما يروج عنها. وأن أنطولوجيا هيدجر الأساسية يمكن توظيفها في حياة المرأة وهمومها المعيشة. وأن البحث النسوي أثبت فاعلية وجدارة على الجانبين، النظري والتطبيقي.

The main topic of this thesis is to reconstruct the woman's relationship with her authentic existence. Living in a world constrained by culture and various gender ideologies, the thesis presents a strategy for rebuilding the relationship between a woman and herself, identifying areas of dysfunction, and initiating the process of rebuilding. This embodies the grand mission of philosophy.
It discusses the feminist ontology, which draws upon the foundational ontology of Heidegger in an attempt to construct a feminist ontology that validates women's authentic existence. The main issue in this thesis is the analysis and elucidation of the structures of existential injustice experienced by women, through examining patterns of feminine being in the world and their significant influence by culture and traditions. Ultimately, this leads to their falling into a pattern of inauthentic existence.
It aims to benefit from Heidegger's ontology, to rebuilding a feminist ontology, by using the phenomenological approach in providing interpretations of women's phenomena, as well as benefiting from the comparative approach, and the critical approach in feminist analyses of Heidegger's existential ideas.
The thesis is composed of six chapters, through which feminist interpretations of Heidegger's ideas and the phenomenological analyses of women's experiences are presented.
The first chapter presents a panoramic view of ‘History of the Feminist Reception of Heidegger’, and the most important feminist works that interpreted his ideas. The second chapter is an analysis of Heidegger's gender issues, based on Jacques Derrida's interpretations of sexual differences ‘Geschlecht’: Sexual Difference and Ontological Difference. Then chapter three provides a phenomenological analysis of women-specific phenomena such as pregnancy, childbirth, and Breastfeeding. In chapter four, we move on to the study of feminism and its intersection with the world, knowledge, and body matter. Chapter five deals with feminine impressions and the rebuilding of the feminine being in the world. Chapter six approaches the Heideggerian Temporality and the feminist phenomenology of time.
All these chapters in order to finally reach to a clear conclusion that recognizes the existential privilege of women and their effective role in building the world through their diverse experiences such as pregnancy and childbirth, which make them participate in the process of creation.
The thesis's main conclusion was that women have enormous existential privileges, contrary to what is common. Heidegger's essential ontology could be employed in women's lives and their living worries. Feminist research has proven effective both in theory and in practice.

صدر أيضًا كقرص مدمج.

النص بالعربية والملخص بالإنجليزية.