اطروحة (ماجستير) - جامعة القاهرة - كلية دار العلوم - قسم التاريخ الاسلامى و الحضارة الاسلامية

عنيت فصول هذه الدراسة برصد ملامح الدور السياسى والحضارى الذى نهض به الصوفية فى مصر زمن سلاطين المماليك : وهى الحقبة التاريخية التى بلغ فيها انتشار الصوفية بمصر غاية مداه ؛ حيث غدا التصوف ظاهرة اجتماعية بعد ان كان مجرد سلوك فرديوكانت بداية هذا التحول فى دولة بنى ايوب التى توسل سلاطينها بالتصوف للقضاء على اثار التشيع بمصروقد انتهت هذه الدراسة الى جملة من النتائج تخالف ما استقر لدى كثير من الباحثين من اراء وتصورات عن التصوف ونشاط الصوفية فى المجتمع المصرى ابان الفترة المملوكية وفيما يلى نقدم طرفا من تلك النتائج : اولا : كان الصوفية جزءا عضويا فى بنية المجتمع المصري : لا كما ذهب بعض الباحثين الى انهم كانوا فئة مستقلة عن هذه البنية دينيا واجتماعياومرجع ذلك الى ان باب التصوف كان مفتوحا امام المصريين جميعا على خلاف بينهم فى المنزلة الاجتماعية والمذهب الدينى ومستوى الثقافة : فكل شريحة من شرائح المجتمع سلك فريق منها طريق التصوف : فكان هناك من الصوفية من ينتسب الى النخبة العسكرية الحاكمة او طبقة المعممين من العلماء او جمهور العامة من البسطاء : فضلا عن صوفية الخانقاوات والزوايا الذين مثلوا قطاعا مستقلا من الصوفية له ملامحه وقسماته المتميزة ثانيا : كان الغالب على تصوف المصريين النزعة السنية التى تعنى بمسائل التربية والاخلاق وجوانب السلوك ويبرا اصحابها من عقائد التصوف الباطلة كالحلول والاتحاد ووحدة الوجودومع ذلك فقد ظهر بمصر عدد غير قليل من اتباع التصوف الفلسفي : احتفوا بنظرياته المشار اليها وروجوا لمؤلفاته ودافعوا عن اعلامه

صدر ايضا كقرص مدمج