اطروحة (ماجستير) - جامعة القاهرة - معهد البحوث و الدراسات الأفريقية - قسم النظم السياسية

يعتبر التدخل الإقليمى فى الصراعات الداخلية الأفريقية واحداً من الأبعاد المهمة التى اتسمت بها تلك الصراعات بعد الحرب الباردة : فرغم وجود صور عديدة للتدخلات الخارجية فى تلك الصراعات : إلا أن أكثر صور التدخل حدة وكثافة وتواتراً قد تمثلت فى التدخلات الإقليمية من جانب الدول والمنظمات الإقليمية . وحاولت الدراسة التركيز على الأبعاد المختلفة لموضوع التدخل الإثيوبى فى الصومال مع التركيز على التدخل العسكرى المباشر الإثيوبى فى الصومال فى 24 ديسمبر 2006: وذلك من حيث الأسباب والمحددات والأنماط والنتائج والآثار ...إلخ : وهو ما لم يتم تناوله من قبل على هذا النحو من الشمول . واقتضت طبيعة موضوع الدراسة ضرورة التنوع المنهجى : حيث استخدمت الدراسة منهج تحليل النظم : بالإضافة إلى منهج صنع القرار : ومنهج حل الصراع . وتم تقسيم الدراسة إلى مقدمة وثلاثة فصول وخاتمة : حيث تناول الفصل الأول محددات التدخل الإثيوبى فى الصومال: بينما تناول الفصل الثانى عملية التدخل : وتناول الفصل الثالث تقييم عملية التدخل ونتائجها . وقد توصلت الدراسة إلى أن الاستراتيجية المتبعة لتحقيق الأمن والاستقرار فى الصومال تأتى بنتائج عكسية بل ويعتريها القصور من ناحيتين : أولاً : أن هذه الاستراتيجية تهمل خيار التفاوض مع جماعات التمرد وعلى رأسها حركة الشباب المجاهدين . ثانياً : أن هذه الاستراتيجية تفرط فى الاعتماد على الدعم العسكرى الخارجى من طرف قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقى : وخصوصاً التابعة لدول الجوار مثل كينيا وإثيوبيا: خاصة فى ظل ما يثيره ذلك من مخاوف تقسيم الصومال بين الدول المتدخلة عسكرياً فى الصومال ( إثيوبيا: وكينيا) بما يحقق مصالح هذه الدول بغض النظر عن مصالح الصومال: وهو ما يستدعى ضرورة قيام الحكومة الصومالية وحلفائها بالعمل على إيجاد فرص حقيقية للتفاوض مع المتمردين : إلى جانب الاستمرار فى بناء قطاع أمنى مؤهل

صدر ايضا كقرص مدمج