اطروحة (دكتوراه) - جامعة القاهرة - كلية التربية النوعية - قسم التربية الموسيقية

تعد الرومانتيكية التى ظهرت فى القرن التاسع عشر ثورة هائلة فى سائر الفنون و الادب ضد القيود التى حكمت الفنانين لفترات زمنية متباعده: فالعصر الرومانتكى بكل سماته و خصائصه ساعد الكثيرين على إظهار هذه القدرة الابداعية المعبرة عن الذات: سواء كانوا شعراء او رساميين أو مؤلفين موسيقيين. و لقد تغير الأسلوب الموسيقى تغيراً أساسياً خلال العصر الرومانتيكى نتيجة للتغيرات الكبيرة التى طرأت على المجتمع الأوروبى بسبب الأحداث السياسية و الثورات الصناعية و العلمية التى حدثت فى ذلك العصر: فكانت الموسيقى الرومانتيكية أوضح تعبيراً عن انفعالات الإنسان مع آلامه و أفراحه و تحتوى على عناصر درامية تهدف إلى التعبير عن الحياة: و أصبح دورها إنسانيا بعد أن كان فى العصر الكلاسيكى جوهراً موسيقياً بحتاً: و قد أدت كل هذه التغييرات إلى إيجاد تقسيمات صياغية جديدة فمثلا فى مجال التأليف السيمفونى ظهرت السيمفونية البروجرامية و القصيد السيمفونى بجانب السيمفونية التقليدية (الكلاسيكية): أما الاوبرا فقد أظهرت بوضوح المبادئ الموسيقية الجديدة بعد ان إتخذت طريقها الى أن أصبحت (دراما موسيقية) على يد ريتشارد فاجنر: الذى وصل بالاوبرا الى ادق حدودها الجمالية كدراما موسيقيه: حيث إعتمدت على استقراء الدراما الاغريقية مضموناً و التراث الجيرمانى شكلاً: و كذلك التخلى عن أى شخصيات درامية كان غرضها فى السابق زيادة كثافة التألفات الموسيقية وتحميل دور الكورس القديم فى الدراما الاغريقية فى للأوركسترا السيمفونى

صدر ايضا كقرص مدمج