اطروحة (ماجستير) - جامعة القاهرة - كلية دار العلوم - قسم الشريعة الإسلامية

تظهرُ أهمِّيَّةُ هذا الموضوعِ فى النِّقاطِ الآتيَةِ: أنَّ تخريج الفروع على الأصولِ يُسْهِمُ فى جَعْلِ عِلْمِ أُصُولِ الفِقْهِ عِلمًا تَطْبِيْقِيًّا؛ و هذا مِمَّا يُعينُ على تَحْصِيلِه وَ دَرْسِه. أنَّ المكتبة الإسلاميَّةَ تفتقرُ إلى بَحْثٍ يُبْرِزُ الجانبَ الفقهى للإمامِ الطُّوفيّ إلى جوار جهوده الأصوليَّة التي ظَهَرَتْ فى مُصَنَّفاتِه المَطْبُوعَة: و أبحاثٍ تناولته فى الجانب الأصوليى؛ إذ لَمْ تُعْرَفْ لَه - حَتَّى الآنَ - دراسةٌ تتناولُ جهودَه الفِقْهيَّة. أنَّ العِلْمَ بتَخْريج الفُروعِ على الأُصُولِ يَزِيدُ الباحِثَ دِرايَةً بِبِناءِ الأَحْكامِ الشَّرْعِيَّةِ عَلى القواعدِ الأُصُوليَّةِ: و هذا مَنْهَجٌ عِلْمِى أَصِيْلٌ فى تَكْويْنِ الباحِثِينَ و إعدادِهِمْ. أنَّ هذا الموضوع يُفيدُ فى التكييف الفِقْهى للنَّوازِلِ و المُسْتَجدَّات: و فَهْم الواقعِ أيضًا. تظهر أسباب اختيار هذا الموضوع فى أمورٍ أهمّها: أنَّ اجتهاداتِ الطُّوفى إنَّما كانَتْ وَفْقَ أُصُولٍ شَرْعِيَّةٍ؛ و هذا من شأنه أنْ يَبْعَثَ الثِّقَةَ و الطُّمَأنيْنَةَ فى نَفْسِ الباحِث: و أنْ يَحُثَّه على المُضِيى فى إعْدادِ هذا البَحْثِ. أنَّ الإمامَ الطُّوفى - رحمه الله - اتَّسَم بالنَّقْدِ الفِقْهِيى الأصُولِيّى: و ذلك لِسِعَةِ اطِّلاعِه: و تَعَدُّدِ مجالاتِ مؤَّلَّفاتِه؛ فقد ألَّف مصنَّفاتٍ قرآنيَّةً: و حديثيَّةً: و أدبيَّةً: و نَحْويَّةً: فضلًا عنِ مُصَنَّفاتِه الأصوليَّةِ و الفقهيَّةِ. أنَّه - رحمه اللهُ - فَقيهٌ أصولى لُغَوِى: كان من أهلِ النَّظَرِ و الترجيح؛ فلَه آراؤه و اجتهاداتُه الظَّاهِرَةُ؛ فهو لا يُسَلِّمُ بِكُلِّ قَولٍ: و لا يرْكَنُ إلى كُلِّ رأى: بلْ لَه تَعَقيباتُه و ترجيحاتُه التى تَتَّسِمُ بالجِدَّةِ و الأصالَةِ

صدر ايضا كقرص مدمج