اطروحة (دكتوراه) - جامعة القاهرة - معهد البحوث و الدراسات الإفريقية - قسم الأنثروبولوجيا

لم تعد دراسة الأمراض و القضايا المتعلقة بالصحة قضايا طبية فحسب: بل اقتحمت الدراسات الأنثروبولوجية و خاصة الأنثروبولوجيا الطبية مجال معالجة هذه القضايا: و خاصة بعدما أدرك الأطباء أن المرض لا يعزو فقط لتأثير العوامل البيولوجية: بل تلعب العوامل الثقافية و الاجتماعية دورها الفعال فى تحديد الحالة الصحية و المرضية للأفراد: و هذا ما جعلهم ينظرون للمرض من منطلق ثقافى و اجتماعى مثلما ينظرون إليه من منطلق بيولوجى. لذلك اصبح فهم السياق السوسيوثقافى للصحة و المرض أمرًا معترف بأهميته الحيوية فى السنوات الأخيرة فى كافة الدراسات المتعلقة بالصحة و المرض: فالثقافة تلعب دورًا لا يمكن إغفاله فى تحديد الحالة الصحية و المرضية: فهى المسئولة فى المقام الأول عن تشكيل تصورات الأفراد عما يمكن اعتباره مرضًا و ما لا يمكن اعتباره كذلك: كما أنها هى التى تحدد تفسير الأفراد لمسببات المرض و الطرق التى يلتمسونها لعلاج أعراض مرضهم فى ضوء تصورهم لمسبباته: لذا جاء الهدف من هذه الدارسة متمثلاً فى التعرف على رؤية الأفراد للصحة و المرض و مسبباته: و مدى تأثير العوامل السوسيوثقافية المختلفة على الحالة الصحية: هذا بالإضافة إلى التعرف على أسباب انتشار الأمراض المتوطنة فى المجتمع: التعرف على نوعية العلاجات التقليدية التى يلجأ إليها السكان لعلاج بعض الأمراض: و الوسائل التي من خلالها يتكيف الأفراد مع الأمراض. كما هدفت الدراسة إلى معرفة مدى توافر خدمات الرعاية الصحية فى المجتمع و مدى إقبال الأفراد على تلقى تلك الخدمات

صدر ايضا كقرص مدمج