اطروحة (ماجستير) - جامعة القاهرة - البحوث والدراسات الأفريقية - قسم الأنثروبولوجيا

تُعد إثيوبيا من الدول ذات التعددية العرقية: والتي تحتوي على خليط واسع ومتناحر ومتصارع مع تعدد وتباين في الثقافات وعدم الاتفاق على قيم مشتركة: وتتمسك كل جماعة بدينها وثقافتها الخاصة ولغتها وأفكارها الخاصة دون تواصل جيد، وقد أدى عدم التواصل المكثف بين هذه الجماعات العرقية إلى عدم التكيف الثقافي والاندماج الوطني بالقدر الكافي الذي يسمح بالحفاظ على النسيج الوطني: وقد ظهر ذلك من خلال المطالبات الدائمة من قِبل بعض الجماعات العرقية بالانفصال مثل جماعة الأورومو والصوماليين والعفر وقد سبقهم في ذلك الإريتريين قبل انفصالهم عن إثيوبيا في تسعينات القرن الماضي. حتى يتسنى دراسة ميكانيزمات التكيف الثقافي بين الجماعات العرقية في إثيوبيا: فقد تم اختيار جماعة " الأمهرا " كنموذج لإحدى الجماعات العرقية في إثيوبيا وقياس أثر هذه الجماعة على باقي الجماعات: من خلال التعرف على الدور الثقافي والسياسي والاجتماعي الذي لعبته تلك الجماعة في تشكيل الواقع الثقافي والسياسي والاجتماعي في إثيوبيا: ويتضح ذلك الأثر من خلال السياسات اللغوية والثقافية التي مارستها جماعة الأمهرا تجاه باقي الجماعات العرقية الأخرى ومنها جماعة التيجراي والأرومو والعفر والصوماليين: بالإضافة إلى عدد كبير من الجماعات العرقية ذات الكثافة السكانية القلية: وسوف تركز الدراسة بصفةً خاصة على جماعة الأمهرا حيث أنها الجماعة الأكثر تأثيراً على الواقع الثقافي والسياسي في إثيوبيا، من خلال ما تملكه هذه الجماعة من مقومات سياسية وثقافية مكنتها من التأثير الثقافي على الجماعات الأخرى

صدر ايضا كقرص مدمج