اطروحة (ماجستير) - جامعة القاهرة - كلية الآداب - قسم اللغة العربية و آدابها

حملت علاقة الشاعر الأندلسى بمدينته قدرًا من الخصوصية: و أول ما ظهرت تلك العلاقة في الأشعار التى قيلت إثر الأحداث التى حلت بقرطبة: و سقوط الخلافة الأموية؛ مما جعل الشعراء يعيشون مرارة الفقد لعمران مدينتهم: أيضًا زادت تقسيمات ممالك الطوائف من حدة الإقليمية: مما جعل الأندلسى يشعر بالغربة إذا ما فارق مدينته إلى مدينة أندلسية أخرى: و المثال الأشهر على ذلك (ابن زيدون) و أشعاره فى قرطبة: كل ماسبق بلور العلاقة و التى وصفت (بالخاصة) بين الشاعر و مدينته: مما مهد لظهور شعر الرثاء الأندلسى على صورته الحادة: و استكمالًا لأضلاع تلك العلاقة المعقدة: أبدع الشعراء الأندلسيون فى تصوير زمكانية الحنين لمدنهم الأندلسية: و ربط ثنائية (الغربة و الحنين) بثنائية (اللذة و الألم): و كما مثل شعر المدن الأندلسى: و من ثم حاز شعر الرثاء الأندلسى أهمية بالغة عند الشعراء الأندلسيين و الشعر الأندلسي: أيضًا مثلت رمزية الأندلس: أهمية بالغة فى الشعر الحديث: إذ قلما وجد شاعر لم يستدع تلك الرمزية: أو يسقطها على مدلولات وطنه الأم: و الأمثلة على ذلك كثيرة: وللتأثير القوي للحضارة الأندلسية بعد سقوطها: استخدم شاعران غربيان تلك الرمزية: هما لوركا الإسباني: و لويس آراجون الفرنسى: و ما سبق يعضد القول بزمكانية الأندلس: و التى لم يمنع تواجدها فى الشعر لا بعد الزمان و لا غياب المكان. مشكلة البحث: يحاول البحث رصد علاقة الشاعر الأندلسى بمدينته: و كيف مهدت تلك العلاقة المعقدة: لظهور شعر رثاء المدن و الممالك فى الأندلس؛ فكيف كان لسقوط المدن و الممالك الأندلسية تأثير فى تطور الشعر الأندلسى؟ و من ثم محاولة الكشف عن الخصائص الفنية التى تميز شعر المدن الأندلسية: و كيف أثر ذلك كله فى إحداث جماليات فى الشعر الحديث من خلال استدعاء رمزية الأندلس

صدر ايضا كقرص مدمج