اطروحة (دكتوراه) - جامعة القاهرة - كلية الحقوق - قسم فلسفة القانون و تاريخه

إن هناك عدة عوامل التي تؤثر في قيام الثورات تأثيرا مباشرة يختلف باختلاف الزمان و المكان: حيث ينصب تأثيرها في المقام الأول على العلاقة بين الحاكم و المحكومين: و هذه العوامل قد تكون عوامل محلية أو دينية أو الاقتصادية أو اجتماعية أو دولية أو أيديولوجية. فالبرغم أنه يوجد شبه اتفاق على أن لكل ثورة ظروفها و خصوصيتها التاريخية والثقافية: و أنه لا يمكن الجزم بعوامل محددة تتوافر في كل الثورات: فإنه من المتعارف عليه أنه لا توجد ثورة: أيا كان توجهها: تحدث فجأة: حيث تسبقها مجموعة من المقدمات و الاحتجاجات ضد سوء الأوضاع الداخلية السياسية: و الاقتصادية: و الاجتماعية: و التي تلعب أدوارا مهمة في اندلاع الثورات. و يكون اندلاع الثورة نتيجة أن المواطنين وصلوا لمرحلة أن استمرار النظام القائم بالنسبة لهم أكثر سوءاً من مخاطر الثورة عليه. هذه المرحلة تسمي بنقطة الذروة التي تحدث بفعل مجموعة من العوامل: و تختلف الثورات فيما بينها فيما يتعلق بأسبقية أحد هذه العوامل على الآخر. في البداية نوضح أن العوامل المحلية التي من شأنها أن تؤثر في الثورات لا يمكن حصرها و لكن يمكن بحثها بالنسبة لكل مجتمع سياسي على حدة: و ذلك لأنها نسبية تتفاوت من مجتمع لآخر حسب طبيعة كل مجتمع: و مثالها الموقع الجغرافي للدولة: و تعداد السكان في الدولة و تعدد الأعراق و الأجناس: سوف نوضح أثر كل عامل من هذه العوامل على الثورات. و ايضاً للموقع الجغرافي تأثير كبير على الصراعات السياسية بصفة عامة: سواء كانت هذه الصراعات قائمة ما بين الدول أو ما بين الشعوب و الحكام: فمما لا شك فيه أن الحدود الطبيعية (الأنهار و الجبال و الصحارى) قد ولدت الكثير من الصراعات السياسية فيما بين الدول: و لكن ما يعنينا هو بيان تأثير الموقع الجغرافي على الثورات الداخلية

صدر ايضا كقرص مدمج