اطروحة (ماجستير) - جامعة القاهرة - كلية الدراسات الأفريقية العليا - قسم اللغات

يعد نمط قصص الحيوان من أقدم الأنماط التى أنتجها القص الشعبى: و لقد انتشرت فى كل أرجاء العالم على جميع مستوياتها الثقافية المختلفة. ويرجّح "بنفى" أن أصل الحكايات "فابولا الحيوانات" ترجع إلى بلاد الإغريق و تعنى حكايات الفابولا بشكل عام الحكايات التى تعطى الكائنات الطبيعة صفات بشرية إما "فابولا الحيوان" فهى" تلك القصة الرمزية و إما الخلقية التى يتمثل الحيوان فيها: و يتكلم كالإنسان مع اشتمالها على المغزى الخلقى: و بعض المبادئ الفلسفية": و قد نشأ هذا الفن منذ أقدم العصور: و منه مجموعات الحكايات الهندية التى تجرى على لسان الحيوان فى كتاب الهند الشهير"البنجا تترا": و يبدو أن الميل الدائم ل"بنفى" إلى تأصيل الحكايات هو الذى دفعه لهذا الاعتقاد: فكما أصَّل الحكايات بشكل عام إلى الأصل الهندى فإنه اختص حكايات فابولا الحيوانات فأصلها إلى الأصل الاغريقى و قد يكون انتشار هذا النوع من القصص نابعًا من العقيدة الطومية و العقيدة الفتيشية فهما عقيدتان تؤمن كل منهما بقوة الحيوان و قدرة الروح على أن تتشكل فى شكل حيوان؛ فنرى كثيرًا من الآلهة يتخذ أشكاًلاً حيوانية، و كل هذا ألقى بظلاله على الحكايات الخرافية و الشعبية. ذلك بالإضافة إلى المميزات التى يستمدها القص من استخدام الحيوانات فى الحكايات، و منها: تجنب بطش الطغاة المقصودين بالنقد: و هكذا يكتسب قدراً أكبر من الحرية لكشف نواقص الإنسان من دون تدخل، أو خوف من العقاب. نوع من الاختزال و الاختصاربتحديد سمات محددة خاصة بالخلق فى الحكايات إيجازًا: فعندما يدخل الثعلب من دون تفسير سردى أو موقف درامى يعرف بأنه داهية و ماكر. الكلام عند الحيوانات و النباتات يعد نداءً عالميّا للجمهور: فلا يعتمد على الخيال الشعرى، أو التصورات الثقافية؛ بل هو شكل عالمى ملحوظ فى واقع الحياة

صدر ايضا كقرص مدمج