اطروحة (ماجستير) - جامعة القاهرة - كلية الحقوق - قسم فلسفة القانون و تاريخه

أن للقضاء أهمية في حضارة الشعوب وتقدمها و أصالة حياتها: و طيب تعايشها الاجتماعي: و هو معيار ذلك: و الدليل على اعتباره: ذلك أن القضاء ميزان الادعاء و نبراس العدل و الملاذ الآمن للمظلوم. و تعد مرحلة المحاكمة من أهم ضمانات تحقيق العدالة: فكافة أجراءتها تهدف أساساً إلى اكتشاف الحقيقة بإثبات أركان الجريمة و إسنادها إلى متهم معين: مع حماية حقوق المتهم في الوقت ذاته: إذ أنه يكون في موقف يحيط به الشك إلى أن تظهر الحقيقة بإصدار حكم في مواجهته بالإدانه أو بالبراءة: لذلك حرصت التشريعات على تقرير ضمانات عدة حتى لا تمس حقوق المتهم إلا بالقدر الضرورى الذى يمكن السلطة القضائية من أداء وظيفتها. فقد حرصت الدول قاطبة على توفير الضمانات للمتهم في مرحلة المحاكمة الجنائية: و توفير عناصر الاطمئنان له: من خلال إحاطته بالضمانات التى تكفل لهم المحاكمة العادلة في سبيل تأديتهم إظهار الحقيقة: و هم بأمن من كل تأثير أو ترغيب أو إغراء. و تعد هذه الضمانات: من الحقوق الأساسية التي أكدتها الأديان السماوية: و صارت حقيقة ظاهرة و سمة لازمة لأى مجتمع و خصيصه من خصائصه: على اعتبار أنها تمثل صورة من صور العدالة المطلقة و فرعا من فروعها: فالعدل أساس الملك و عماده: و هو سبيل الناس إلى الأمن على أنفسهم و أموالهم و أعراضهم. فالإنسان كان يسعى للحرية و يرفض انتهاكها: و دائما يسعى للتمتع بحقوقه الأساسية: فلم يكن تحصيل الشعوب لحقوقها و حرياتها أمراً عفوياً: بل كان ثمرة كفاح مستمر. فالإنسان منذ البدايات الأولى كان يسعى إلى حفظ حقوقه و كرامته

صدر ايضا كقرص مدمج