الأعراف الباكستانية وتكييفها الفقهي : دراسة فقهية مقارنة /
Customs of pakistan and its jurisprudential conditioning : Juristic comparative study
نعيم قيصر بشير أحمد ؛ اشراف إبراهيم محمد عبدالرحيم : غلام محمد قمر الأزهري
- القاهرة : نعيم قيصر بشير أحمد : 2016
- 555ورقة ؛ 30سم
اطروحة (ماجستير) - جامعة القاهرة - كلية دار العلوم - قسم الشريعة الإسلامية
من رحمة الله تبارك وتعالى بهذه الأمة: أن أكرمها بمحمد صلى الله عليه و سلم فأنزل عليه الكتاب: فيه تبيان لكل شئ: وسن سننا وتشريعات : تحدد علاقات الأفراد بعضهم بعضا: وتبين لهم حقوقهم: وواجباتهم : وتبين لهم مناهج السلوك في هذه الحياة وترفع عنهم الضيق والحرج والمشقة. لذا فإن الناظر بعين فاحصة: ومتجردة فى كتب الفقهاء المسلمين: يجد تراثا عظيما من الأحكام والقواعد: التى وضعها سلف الأمة لتبين أحكام ما يجد من حوادث ووقائع: ولم تقف عند هذا الحد فحسب: لكنها نظرت إلى الإنسان على أنه كائن اجتماعي متحضر: لأن لكل مجتمع أعرافا: وعادات وتقاليد فى جميع شؤون الحياة: ولا يمكنهم الاستغناء عنها . ومن هنا راعت الشريعة هذه الأعراف : وأبقت نافعها الذى يصلح المجتمع ويقويه: وألغت ضارها الذى يفسد المجتمع ويهدم بناءه : فالإنسان لم يستغن منذ نشأته عن إيجاد علاقات خاصة : مع أبناء جنسه لتحديد تلك المسؤوليات والحقوق : وإن اختلفت أشكالها وألوانها من عصر إلى عصر : ومن مكان إلى مكان : فصدرت المقولة المعروفة نتيجة لهذا العمق التاريخى والتجزر الفطرى أن الإنسان مدني طبعا . وإذ كان ذلك كذلك أى حياة العيش مع الآخرين بإحساس المسؤوليات والحقوق فإنه يلجأ دوما إلى تنظيم الحياة : بما يحقق له السعادة والرخاء : في مجتمعه الذى يعيش فيه : فصارع حتى تغلب على كل ما يكدر صفوه : وانتقى ما يسمو بحياته فتطور وتقدم من حيث تقدم الآخرون : فيرى نفسه ملزما باعتناقه والجري على سننه: ومن هنا نجد أن نزع الناس عن عادتهم وعرفهم النافع لهم فيه حرج عظيم : لما للعرف من سلطان القوة فى نفوسهم : ومن جانب آخر يجب بيان حكم الأعراف والعادات الفاسدة والضارة للمجتمع لكي يكتمل السير إلى التطور في ضوء الشريعة الإسلامية الغراء وتحت رعايتها. فإذا كان هذا شأن العرف : فالواجب أن نمعن النظر فيه لنرى عظمة الإسلام وسمو شريعته : ووفاء نظامه : بتبلية حاجات الأمم : ومصالح الشعوب