أطروحة (دكتواره)-جامعة القاهرة، 2022.

ببليوجرافيا: ص. 449-485.

تناولت الدراسة قضية مهمة عقدية فلسفية حول الأخرويات بين الحضارة المصرية القديمة والفكر الإسلامي ومراحل تطورها وتطرَّقت فيها إلي ماهية الموت وأنواعه واستعدادات المصريين القدماء إلى هذا العالم الذي يتطلب منه تشييد المقبرة وتقديم القرابين وزيارة الموتى بصفة مستمرة وفي المواسم والأعياد، وكان الإنفاق علي ذلك من خلال الأوقاف التي يوقفها الميت في حياته الدنيا ويعهد إلي ابنه الأكبر في القيام بهذه التدابير. وكذلك إيمان المصري القديم بوجود حياة أخرى يُحاسب فيها المتوفى علي مجمل أعماله في الحياة الدنيا كان دافعًا في الحفاظ علي التوازن داخل المجتمع ونشر الأخلاق والفضيلة، مبتعدًا عن الفواحش والرذائل لأنَّ حياته الدنيا ما هي إلا مقدمة للحياة الآخرة إن كان خيرًا فيثاب عليه وإن كان شرًا فيعاقب عليه، وتوزن أعماله علي الميزان أمام الإله أوزير سيد العالم الآخر، وبعد ذلك يتحدد مصيره إلي جنة أو نار ويتفق ذلك في أغلب القضايا مع الفكر الإسلامي. وتوصلت هذه الدراسة إلي عدد من النقاط المهة أنَّ الفطرة السلمية التي فطر الله الناس عليها منذ بدء الخليقة وحتي يومنا هذا هي الإسلام، وعبادة الله الواحد الأحد الفرد الصمد، ولكنَّ النزعات البشرية وجنوح الفكر البشري نتيجة سيطرة الخرافات والأساطير أدت إلي تحريف وتشويه هذه الفطرة في مراحل من حياة المصريين القدماء، وهذا لا يمنع من وجود الموحدين والمؤمنين، وهذا ما لا نجده في الدين الإسلامي الحنيف الذي تعهّد الله تعالي بحفظ كتابه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.