الدلالات الرمزية في فنون الفرجة الگناوية المغربية : دراسة ميدانية فى الأنثروبولوجيا الثقافية/
مسعود فتحى عبد المجيد حسن شومان،
الدلالات الرمزية في فنون الفرجة الگناوية المغربية : دراسة ميدانية فى الأنثروبولوجيا الثقافية/ Symbolic connotations in the Moroccan ganawa arts of spectacle, Field study in cultural anthropology إعداد مسعود فتحى عبد المجيد حسن شومان ؛ إشـــــــــــــــــــــــراف أ.د. سعـــد عبــــد المنعــم بركــة أ.د. سلـــــوى يــــوسف درويش. - 321صفحة : إيضاحيات ؛ 30 cm. + CD.
أطروحة (دكتوراه)-جامعة القاهرة، 2024.
ببليوجرافيا: صفحات 312-320.
شكلت طقوس گناوة الاحتفالية- ينطق المغاربة وأصحاب الظاهرة مفردة "گناوة" بكافها المعقودة جيما قاهرية، وتكتب دوما كافا ولم نجدها مدونة بالجيم في أية مراجع أو دراسات، وگناوة ما تزال تُشَكّل مجالًا ثريًا لعدد من الدراسات الأنثروبولوجية، والفنية، ومن أسف فإن معظم الدراسات والمتابعات والتقارير كانت أسيرة لمجموعة من الرؤى السطحية التى شغلت نفسها بالعناصر العجائبية، أو اتهام بعض مظاهرها بالشعوذة والتخلف عن ركب الحضارة!!، والخروج عن الدين، ولم تعمق نظرتها فى البناء الطقوسى للاحتفالية الگناوية، وما تتضمنه من جوانب شديدة الثراء أنثروبولوجيا، فالاحتفالية الگناوية ظاهرة ثقافية وفنية لها بناؤها المتماسك، حيث يدلنا الدرس الميدانى على جزء فاعل فى التراث الإنسانى يعيد تمثل تراث التمرد على العبودية، ويستعيد ذكرى المعاناة والألم عبر تجليها التاريخى لنرى عناصرها المتعددة من عادات ومعتقدات وتقاليد وممارسات وفنون قولية وموسيقية، وصناعات حاضرة فى فضاءات الفنون الشعبية، والتجليات الأنثروبولوجية.
إن تجلى ظاهرة گناوة عبر امتدادها المكانى والزمانى، وتمظهرها فى قالب الفرجة الشعبية يضمر فى بنيتها العميقة مجموعة من الدلالات التاريخية والاجتماعية، فضلا عن الدلالات الرمزية الكامنة فى عناصرها المتعددة التى يمكن أن نشير إليها ممثلة فى عدد من الأصول والمفاهيم الخاصة التى تنطلق من بنياتها الصغرى، أو مفاصلها التى تشكل البنية الكبرى للظاهرة الگناوية.
إن رصد أقسام گناوة سيضعنا فى قلب الليلة الگناوية، بداية من أجزائها الرئيسة التي تتمثل في ثلاثة أقسام هي: العادة، ومصطلحها من الاعتياد والثبات في الأداء، ثم الفراجة/" لِفْرَاجَه، التي تمثل القسم الثانى من الاحتفالية، والمصطلح مشتق من الفرجة، أي المشاهدة والمشاركة، ومن التفريج، بوصف هذه الظاهرة تعلن عن المكبوت، وتفرج الهم عبر طقوس استرضاء الجن كما يطلقون علي هذا القسم أولاد بمبارا" نسبة لشعب البمباره الذى يستوطن غربي إفريقيا.
تأتى مرحلة الملوك/ "لِمْلُوك"، وهي القسم الثالث والأخير من الاحتفالية الگناوية، الذى يعد أثري طقوس گناوة على الإطلاق، لأنه يقام على شرف بعض ملوك وملكات الجن حيث يحظى بعضهم بالتقديس من قبل أتباع طائفة گناوة مثل: شمهاورش - لاله مليكه، لاله ميرة، سيدي حمو، سيدي ميمون.. إلخ، ولعل تفكيك بنيتها المتراكبة، وراقاتها الملتحمة سيفتح لنا أفقا جديدا لقراءة هذه الظاهرة أنثروبولوجيا.
من هنا لابد من التعرف على حدود الرمزي وتحديد أهدافه بشكل دقيق، من خلال ملاحظة الشكل، البنية الكلية، تقنية البناء؛ مع الأخذ في الاعتبار الخلفية الجغرافية والتاريخية والقيم الثقافية والدينية الضمنية أو الصريحة، وما تحمله العناصر المدروسة من معان رمزية، فضلا عما يتضمنه ذلك الجسد من موسيقى أصلها فى الآلات الموسيقية (القراقب – الطبل– الگنبرى التي تشع بالدلالات الرمزية مع حضور كل ألة في الممارسة الگناوية، فالآلات ليست مجرد أدوات للعزف عليها فحسب، لكنها جزء من البناء الطقوسى، فضلا عن مراحل صناعتها كمجموعة من الحرف التراثية المرتبطة بگناوة، إضافة إلى الفنون القولية التى تتعالق بعدد من المعتقدات التي نجد ظلا لها عند رصد التجربة التاريخية لگناوة، ومرورها من مرحلة العبودية والقهر وصولا لتحويل هذه المظاهر لتصبح فنا واسع الانتشار ومتنفسا لتفريغ الألم والتعبير عن استقلال الجسد عبر الرقصات التى يقدمها أفراد گناوة/ الأخوية الگناوية، بداية من "المعلم/ "لمِعّلَم" مرورا بأفراد الفرقة الگناوية، أو ما يطلق عليهم "الكويوات" وليس انتهاء بـــ "المقدمة"، أو "الشوافة"، ولا يقتصر الأمر على الرقص الجمالى الذى يعتمد نظامه وحركاته وترتيباته فى الجزأين الأولين من الاحتفالية من رقص الكويوات، لكنه يمتد لمرحلة الجذبة/ "الجدبة" - القسم المسمى بالملوك - التى يمارسها المريدون، أو المجذوبون/ الجدَّابة، وهم من امتلكهم الجن بأنواعه، حيث تأتى رقصاتهم أو لغة أجسادهم بعيدا عن البعد الجمالى أو الاحتفالى لتشتبك مع المعتقدات السحرية، وما فيها من أنواع للجن/ الملوك/ الأرواح التي تنتمى إلى جنس الذكور، أو الجن من الإناث الذى يطلقون عليه العيالات، حيث يتسم كل جن بصفات وأنواع من الملابس، بل وأعراض تدل على تلبسه بالمريدات والمريدين فى فضاء الجذبة، الأمر الذى يقتضى أنواعا من الممارسات السحرية والموسيقية والحركية.
إن القراءة الفاحصة لبنية الظاهرة الگناوية ستضع أيدينا على عدد من الفنون والممارسات والمعتقدات والعادات والتقاليد والرقصات، وأشكال من الزي، وأنواع من الآلات الموسيقية الشعبية، وإذا وقفنا على هذه العناصر سنجد أنها عناصر متداخلة تشكل جوهر الظاهرة الگناوية، ويمكن أن نرصد هذه العناصر فى التالى: الإعداد للاحتفالية الگناوية. - أقسام الاحتفالية - القائمون على الاحتفالية.- مريدو الاحتفالية. - طقوس الاحتفالية الگناوية. - مكان وزمان الاحتفال.- السياقات الاجتماعية والثقافية المحيطة بالظاهرة.
ويمكن أن نرصد عددا من العناصر المكونة للظاهرة، وجميعها تتساند مكونة بنيتها العميقة، مشكلة مجموعة من الدلالات الرمزية المشتبكة، وهي بدورها لا يمكن فصلها من بعضها إلا بدافع الفرز والتصنيف والتحليل، والعمل الميدانى فى هذا السياق يمثل المفتاح، والدليل لقراءة معمقة للظاهرة التى تتمثل فيما تتضمنه من إشارات تمتد داخل كل عنصر من عناصر الظاهرة، ويمكن أن نُفصّل لهذه العناصر على النحو التالى: الفنون الحركية: (رقصات گناوة / الكويو). - رقصات وحركات المجذوبين، ومن يتلبسهم من الملوك.- المعتقدات الشعبية: الأضاحى والقرابين – الأدعية- استحضار الملوك – البخور- ألوان الزى.. إلخ - الــــزى: الزي الخاص بالمعلمين – زى الكويو – زى المريدات والمريدين/ الجَّذابة. - الفنون القولية وارتباطها بأقسام الظاهرة (العادة – الفراجة أو أولاد بمبارا- الملوك).- الموسيقى الخاصة بالظاهرة (الموسيقى البحتة – الموسيقى المصاحبة للغناء).- الآلات الموسيقية والإيقاعية (الگنبرى) – (القراقب) – (الطبل).
إن ظاهرة گناوة ليست ظاهرة بسيطة، لكنها من الظواهر الثقافية والفنية المركبة، ويتجلى ذلك من خلال تعدد عناصرها وامتدادها فى التاريخ والجغرافيا، فضلا عن عدم ثباتها عند زمن معين، لكنها تمارس صيرورتها محاطة بطقوس الإشارات والتحولات التى تتجلى بوضوح عبر الرقصات التى تمنح الجسد أبعادا ثقافية وفنية ليست مقطوعة الصلة بالأبعاد الاجتماعية والتاريخية.
ولا يخفى على العارفين بالظاهرة ممن عاينوا مفاصلها البنائية ميدانيا أنها تتسم بدلالاتها الرمزية حيث لا تسلم العناصر المكونة لها نفسها للباحث؛ أى باحث – فما بالنا بباحث غريب عن الظاهرة وليس ابنا للمكان ولا للسياقات المنتجة لها – بسهولة، فخلف كل عناصرها دلالات لا تقنع بالمباشرة، بل تحتاج لفك شفراتها من خلال اللقاءات الميدانية مع أصحاب الظاهرة والمشاركين فيها والعارفين بها، فالمتأمل لعناصر هذه الظاهرة سيجد إشارات رمزية تتصل بالمفردات المؤداة والرقصات والموسيقى والإيقاعات، فضلا عن الألوان وما تطرحه من رموز، إضافة للزى بداية من الأحذية (البَلْغَة) مرورا باللباس الرئيس (الفُوْقِيَة)، (وألبسة الرأس (الشَاشِيَة)، كذلك الاختلافات بين زى "المعلم" و"الكُوْيُو"، وزى المجذوبين والمريدين.
إن دراسة هذه الظاهرة تضعنا فى المشكلة الرئيسية التى تتمثل في فهم طبيعة الاتصال الثقافي وأثره على عناصر الفرجة الگناوية التي تذخر بأنواع من الفنون القولية والموسيقية والحركية؛ فضلا عن عناصر المعتقدات والتقاليد والتصورات، إضافة إلى عناصر الثقافة المادية التي تعد عناصر جوهرية في الليلة الگناوية، وطرح السؤال عن جدلية العلاقة بين ثلاثة أنواع من الثقافة، هي: الثقافة الإفريقية – الثقافة الأمازيغية – الثقافة العربية الإسلامية، وما أحدثته هذه العلاقات المشتبكة في عناصر الفرجة الگناوية، فضلا عن معاينة أثر التكيف والاتصال الثقافي على التجليات الإبداعية الشفاهية، خاصة فنون الشعر الشعبي المؤداة في هذه الظاهرة الفنية.
إن المتأمل للعنصر الگناوي - بالرغم من ذوبانه في الثقافة المغربية - سيجده قد حافظ على عناصر متعددة من ثقافته الأصلية، حيث تكيفت هذه الثقافة منصهرة مع ثقافة المغرب، بعد أن قامت بالتوفيق بين نسقين ثقافيين مما منحها قبولا داخل المجتمع التقليدي، وتتقاطع فنون الفرجة الگناوية مع بعض الممارسات الصوفية حيث يعتبر ضريح "سيدي بلال" الكائن غرب مدينة الصويرة بمثابة المقام الروحي لگناوة؛ و تحتضن زاويته فنون گناوة في كل عام بداية من شهر شعبان/ شعبانة الذي يبدأ فيه الاحتفال السنوي عبر عروض فنون گناوة التي تقوم على عدد من الطقوس تتمثل في الليلة الگناوية/ دردبة، وإحياء الليلة أو الدردبة؛ حيث يقومون بعدد من الطقوس التى يختص بها مجموعة من الأشخاص يتولون تنظيمها، ويلعب "لِمْعَلَم"، و"الشوافة" دورا أساسيا في إحياء الليلة لكونهما من حاملي المعرفة التي تخول لهما التعامل مع طقس العبور واستحضار الأرواح، فالمعلم يقدم خدمات علاجية للمرضى ويكون تابعا للمقدمة التي تشرف على الاستحضار والعلاج، لكن أهميته تكمن في إتقانه لصنعته وتجنب أية عواقب تحدث للمجذوبين أو المشاركين في الحضرة، وتتضمن الليلة الگناوية عددا من العناصر الاعتقادية مثل: مرحلة الجذب والاستحضار، وطقوس الذبح والتبخير، فضلا عن الغناء والموسيقى والحركة والزي، وهو ما سنتناوله في فصول الدراسة بشكل تفصيلي.
تقع هذه الدراسة في خمسة فصول هي: الفصل الأول الإطار النظري والمنهجي للدراسة، حيث يتناول، أولا: مشكلات الدراسة - ثانيا: أهمية الدراسة، معرجا على الأهمية النظرية - الأهمية التطبيقية- الأهمية المنهجية، ثم ينتقل إلى أسباب اختيار موضوع الدراسة، وأهدافها، وأهم التساؤلات التي طرحتها، ثم توقفت عند عدد من المصطلحات والمفاهيم التي تتعالق بعنوان الدراسة على المستويين النظري والميدانى، لعل منها: الدلالة - الرمز والرمزية - فنون الفرجة- الطقس- الاحتفالية الگناوية وما يتحلق حولها من مصطلحات من مثل: أولا: العادة - ثانيا: الفراجة/ أولاد بمبارا - ثالثا: الليلة الگناوية / ليلة دردبة، وما تضم من ممارسات طقسية سحرية يطلق عليها الملوك/ "لملوك"، وتنتقل الدراسة من المفاهيم المرتبطة بالظاهرة؛ عنوان الدراسة إلى عدد من النظريات والمناهج التي يمكن أن تدعم الدراسة الميدانية، ولأن الميدان كان مليئا بالصعوبات فقد سرد الباحث صعوبات ومشكلات العمل الميداني، مقسما إياها إلى عدد من الصعوبات هي: أولا: صعوبة السفر- ثانيا: صعوبة اللغة - ثالثا: صعوبة التدوين- رابعا: صعوبة الوصول للدلالات - خامسا: نظرة الريبة من بعض الإخباريين - سادسا: انتشار الظاهرة على مستوى المعمور المغربى - سابعا: صعوبة ترجمة اللغة الشفاهية إلى لغة بحثية علمية، كما قدم هذا الفصل رؤية تحليلية لعدد من الدراسات السابقة التي تناولت الظاهرة مشيرا إلى الكتب والمقالات العربية - الرسائل العلمية- الدراسات والمقالات، ولم يقتصر الأمر على المراجع والدراسات العربية، بل تناول عددا من المراجع الأجنبية التي وقفت على بعض مفاصل ظاهرة گناوة، وبعد هذه الإطلالة النظرية التي لا تخلو من إشارات ميدانية يأتي الفصل الثانى المعنون بــــ فنون الفرجة الگناوية.. الأصول والمفاهيم ليدخل إلى بنية الظاهرة الگناوية بادئا بالوقوف على مصطلح گناوة ومصادر التسمية، مشيرا إلى عدد من الأصول: المكانية – اللغوية، فضلا عن الإرجاعات إلى أشخاص، ويتوقف هذا الفصل عند أهم مصطلحات ومفاهيم الظاهرة، متناولا تفاصيلها وعناصرها، شارحا عددا من المصطلحات المحلية المرتبطة ببنية الظاهرة مثل: الديـــــوان – استطمبالى- الليلة الگناوية- گناوة المرساوية- النمط الگناوي الرباطي- العــــادة- الفـــراجة- الملوك- فتوح الرحبة - المحـــــلات -الجـــذبة- إسمگان- دَرْدْبَـــه- المعلــم- جنـــاح الطيــــر- الكــويـــو-الفواتحى- المقدمة - الشـــوَّافـــة - سيــدى بــلال- شعبــانــة - الأضاحى عند گناوة، وتمثل هذه المصطلحات والمفاهيم الخاصة بمتن ظاهرة گناوة أساسا مهما لفهم الدلالات الكامنة وراء عناصرها من هنا يأتي الفصل الثالث تحت عنوان: الدلالات الرمزية فى طقوس گناوة ليتوقف أمام ارتباط هذه الظاهرة ارتباطا عضويا بالأنثروبولوجيا الثقافية، ثم ينتقل إلى تحليل الدلالات الرمزية في مراحل الليلة الگناوية بداية من الإعداد والتجهيز لليلة، مرورا برمزية الإعلان واستعراض المهارة في العادة – ثم الفراجة بين رمزية الفُرجة التفريج -رمزية الزخرفة الموسيقية في النقشة/"النُّگُشَهْ" -رمزية الملوك واستحضار الخفى- رمزية الزى- رمزية الذبائح والقرابين- رمزية البيارق والأعلام- رمزية الأنبياء وآل البيت، واستدعاء البركة والتأصيل- رمزية التوسل بالأولياء والصالحين- سيدنا بلال ورمزية العودة للجذور- رمزية أعلام گناوة الراحلين وتقدير الأسلاف- دلالات الحركة الرمزية وحضور الجسد الرمزى- رمزية الأعداد وأسطورية الرقم، وإذا كان الفصل الثالث قد وقف على الدلالات الرمزية في العناصر المكونة للظاهرة، فإن الفصل الرابع قد خصته الدراسة للوقوف على الدلالات الرمزية فى الفنون القولية والموسيقية عند گناوة، حيث تناول تجليات گناوة وسمات نصوصهم القولية في عدد من أجزاء بنية الاحتفالية الگناوية: الفنون القولية في العادة - الفنون القولية في الفراجة- الفنون القولية في الَمْلُوكْ، وفى هذا الجزء تناول النصوص الخاصة بمحلات الملوك ومنها: نصوص الموساويِّين ومحلة موالين الما- نصوص محلة الحُمُر- نصوص محلة السَّماوِيِّين- محلة الكُحُل ورمزية اللون الأسود، وانتهي الفصل بالوقوف على روافد الفنون القولية الگناوية ومصادرها، مشيرا إلى الروافد: الأفريقية - الأمازيغية، فضلا عن الإشارة لعدد من المصادر منها: المصدر العربى الإسلامي- مصادر الحياة المغربية- المصادر الغيبية، ومن الفنون القولية ينتقل للفنون الموسيقية، متناولا الآلات الموسيقية عند گناوة بين الصناعة والفن، مفصلا لدراسة الآلات الموسيقية والإيقاعية فاعلة الظاهرة وهي:(1) آلة الگنبري-(2)القراقب - (3) الطبل، ويأتي الفصل الخامس تحت عنوان: الدلالات الرمزية في الفنون الحركية والزي عند گناوة، مركزا على أشكال الفنون الحركية ووظيفتها ودلالاتها الرمزية، مقسما أنواع الرقص إلى نوعين هما: الرقص الدنيوى ويضم الرقص الفرجوى- الرقص التمثيلى، أما النوع الثانى فهو الرقص الطقوسى، ويندرج تحته رقص الجذابين، ومن الفنون الحركية ينتقل الفصل الخامس إلى أشكال الزي ووظيفته ودلالاته الرمزية حيث يتناول أولا: زي المعلم- ثانيا: زى الكويوات- ثالثا: زى الجذابة - رابعا: زى المُقَدّمَة- خامسا: ألبسة الرأس(الشاشية- الطربوش– الطاقية)- سادسا: ألبسة الجسد: (الفوقية - الجابدور- القشابة- الجلابة- الحِراف)- سابعا: ألبسة القدمين: (البلغة – الجوارب)، ويختتم الفصل بتناول رمزية محلات الملوك وعلاقتها باللون، ثم تأتى الخاتمة والتوصيات ودليل العمل الميدانى وملحق الصور، وبيانات الإخباريين والمصادر والمراجع تتمة لهذه الدراسة.
The Gnawa festive rituals - Moroccans and the people of the phenomenon pronounce the word "Gnawa" with its doubled Kaf as a Cairene Jeem, and it is always written as Kaf, and we did not find it recorded with Jeem in any references or studies, and Gnawa still constitutes a rich field for a number of anthropological and artistic studies, and unfortunately most of the studies, follow-ups and reports were captive to a group of superficial visions that occupied themselves with the miraculous elements, or accusing some of its manifestations of sorcery and lagging behind the train of civilization!!, and deviating from religion, and did not deepen their view of the ritual structure of the Gnawa celebration, and what it includes of very rich anthropological aspects, as the Gnawa celebration is a cultural and artistic phenomenon with its cohesive structure, as the field study shows us an active part in the human heritage that re-represents the heritage of rebellion against slavery, and restores the memory of suffering and pain through its historical manifestation to see its various elements of customs, beliefs, traditions and practices Verbal and musical arts, industries present in the spaces of popular arts, and anthropological manifestations.
The manifestation of the Gnawa phenomenon across its spatial and temporal extension, and its manifestation in the form of popular spectacle, contains in its deep structure a group of historical and social connotations, in addition to the symbolic connotations latent in its multiple elements that we can point to represented in a number of origins and special concepts that emanate from its small structures, or its joints that form the larger structure of the Gnawa phenomenon.
Monitoring the sections of Gnawa will put us in the heart of the Gnawa night, starting with its main parts, which are represented in three sections: the habit, the term for which comes from habit and consistency in performance , then the faraja/"lifaraja", which represents The second part of the celebration, the term is derived from the word “farja,” meaning watching and participating, and from “tafrij,” as this phenomenon announces the repressed, and relieves the worry through rituals of appeasing the jinn . They also call this part “Awlad Bambara,” in reference to the Bambara people who inhabit West Africa .
The stage of the kings/"Limlouk" comes, which is the third and final part of the Gnawa celebration, which is considered The Gnawa rituals are the most enriching of all, because they are held in honor of some of the kings and queens of the jinn, some of whom are revered by the followers of the Gnawa sect, such as: Shamhaourch - Lalla Malika, Lalla Mira, Sidi Hammou, Sidi Mimoun , etc. Perhaps dismantling its complex structure and its interwoven layers will open a new horizon for us to read this phenomenon anthropologically .
Hence, it is necessary to identify the limits of the symbolic and to define its objectives precisely, through observation. Form, overall structure, construction technique; taking into account the geographical and historical background, implicit or explicit cultural and religious values, and the symbolic meanings of the elements studied, In addition to what this body includes of music that originated in musical instruments (qaraqeb - drum - gumbari) that radiate symbolic connotations with the presence of each instrument in the Gnawa practice, the instruments are not just tools to be played, but they are part of the ritual structure, in addition to the stages of their manufacture as a group of traditional crafts associated with Gnawa, in addition to the verbal arts that are related to a number of beliefs that we find a shadow of when observing the historical experience of Gnawa, and its passage from the stage of slavery and oppression to the transformation of these manifestations to become a widespread art and an outlet for relieving pain and expression. About the independence of the body through the dances presented by the Gnawa members The Gnawa brotherhood, starting with the "teacher/"l'm'allam", passing through the members of the Gnawa troupe, or what are called "kwiwat" and not ending with the "introduction", or "shawafa", and the matter is not limited to the beautiful dance, whose system, movements and arrangements are based on the first two parts of the celebration of the kwiwat dance, but it extends to the stage of attraction/"jdba" - the section called the kings - practiced by the disciples, or the attracted/jdaba, who are those possessed by the jinn of all kinds, where their dances or body language come far from the aesthetic or festive dimension to clash with magical beliefs, and what it contains of types of jinn/kings/spirits that belong to the male sex, or the female jinn who are called the Ayyalat, Each jinn has characteristics and types of clothing, and even symptoms that indicate its possession of female and male disciples in the space of attraction, which requires types of magical, musical and kinetic practices. Each jinn is associated with types of incense that vary according to the diversity of kings. Also associated with this ritual phenomenon are a group of singing performances accompanied by a number of verbal arts, in addition to a group of dances that vary according to the diversity of the sections of the Gnawa celebration. These dances have their mythological references that present a number of symbolic meanings, or more precisely, a cohesive structure that is the essence of the identity of the Gnawa phenomenon
A careful reading of the structure of the Gnawa phenomenon will put our hands on a number of arts, practices, beliefs, customs, traditions, dances, forms of dress, and types of popular musical instruments. If we consider these elements, we will find that they are intertwined elements that form the essence of the Gnawa phenomenon. We can identify these elements as follows: Preparation for the Gnawa celebration - Sections of the celebration- Those in charge of the celebration - Celebration attendees Gnawa celebration rituals - Place and time of the celebration. Social and cultural contexts surrounding the phenomenon
We can identify a number of elements that make up the phenomenon, all of which support each other to form its deep structure, forming a set of intertwined symbolic meanings, which in turn cannot be separated from each other except through sorting, classification and analysis. Field work in this context represents the key and guide to an in-depth reading of the phenomenon, which is represented in what it includes of signals that extend within each element of the phenomenon
النص بالعربية والملخص بالإنجليزية.
الأنثروبولوجيا الثقافية --المغرب
فنون الفرجة الگناوية المغربية الدلالات الرمزية
301.64
الدلالات الرمزية في فنون الفرجة الگناوية المغربية : دراسة ميدانية فى الأنثروبولوجيا الثقافية/ Symbolic connotations in the Moroccan ganawa arts of spectacle, Field study in cultural anthropology إعداد مسعود فتحى عبد المجيد حسن شومان ؛ إشـــــــــــــــــــــــراف أ.د. سعـــد عبــــد المنعــم بركــة أ.د. سلـــــوى يــــوسف درويش. - 321صفحة : إيضاحيات ؛ 30 cm. + CD.
أطروحة (دكتوراه)-جامعة القاهرة، 2024.
ببليوجرافيا: صفحات 312-320.
شكلت طقوس گناوة الاحتفالية- ينطق المغاربة وأصحاب الظاهرة مفردة "گناوة" بكافها المعقودة جيما قاهرية، وتكتب دوما كافا ولم نجدها مدونة بالجيم في أية مراجع أو دراسات، وگناوة ما تزال تُشَكّل مجالًا ثريًا لعدد من الدراسات الأنثروبولوجية، والفنية، ومن أسف فإن معظم الدراسات والمتابعات والتقارير كانت أسيرة لمجموعة من الرؤى السطحية التى شغلت نفسها بالعناصر العجائبية، أو اتهام بعض مظاهرها بالشعوذة والتخلف عن ركب الحضارة!!، والخروج عن الدين، ولم تعمق نظرتها فى البناء الطقوسى للاحتفالية الگناوية، وما تتضمنه من جوانب شديدة الثراء أنثروبولوجيا، فالاحتفالية الگناوية ظاهرة ثقافية وفنية لها بناؤها المتماسك، حيث يدلنا الدرس الميدانى على جزء فاعل فى التراث الإنسانى يعيد تمثل تراث التمرد على العبودية، ويستعيد ذكرى المعاناة والألم عبر تجليها التاريخى لنرى عناصرها المتعددة من عادات ومعتقدات وتقاليد وممارسات وفنون قولية وموسيقية، وصناعات حاضرة فى فضاءات الفنون الشعبية، والتجليات الأنثروبولوجية.
إن تجلى ظاهرة گناوة عبر امتدادها المكانى والزمانى، وتمظهرها فى قالب الفرجة الشعبية يضمر فى بنيتها العميقة مجموعة من الدلالات التاريخية والاجتماعية، فضلا عن الدلالات الرمزية الكامنة فى عناصرها المتعددة التى يمكن أن نشير إليها ممثلة فى عدد من الأصول والمفاهيم الخاصة التى تنطلق من بنياتها الصغرى، أو مفاصلها التى تشكل البنية الكبرى للظاهرة الگناوية.
إن رصد أقسام گناوة سيضعنا فى قلب الليلة الگناوية، بداية من أجزائها الرئيسة التي تتمثل في ثلاثة أقسام هي: العادة، ومصطلحها من الاعتياد والثبات في الأداء، ثم الفراجة/" لِفْرَاجَه، التي تمثل القسم الثانى من الاحتفالية، والمصطلح مشتق من الفرجة، أي المشاهدة والمشاركة، ومن التفريج، بوصف هذه الظاهرة تعلن عن المكبوت، وتفرج الهم عبر طقوس استرضاء الجن كما يطلقون علي هذا القسم أولاد بمبارا" نسبة لشعب البمباره الذى يستوطن غربي إفريقيا.
تأتى مرحلة الملوك/ "لِمْلُوك"، وهي القسم الثالث والأخير من الاحتفالية الگناوية، الذى يعد أثري طقوس گناوة على الإطلاق، لأنه يقام على شرف بعض ملوك وملكات الجن حيث يحظى بعضهم بالتقديس من قبل أتباع طائفة گناوة مثل: شمهاورش - لاله مليكه، لاله ميرة، سيدي حمو، سيدي ميمون.. إلخ، ولعل تفكيك بنيتها المتراكبة، وراقاتها الملتحمة سيفتح لنا أفقا جديدا لقراءة هذه الظاهرة أنثروبولوجيا.
من هنا لابد من التعرف على حدود الرمزي وتحديد أهدافه بشكل دقيق، من خلال ملاحظة الشكل، البنية الكلية، تقنية البناء؛ مع الأخذ في الاعتبار الخلفية الجغرافية والتاريخية والقيم الثقافية والدينية الضمنية أو الصريحة، وما تحمله العناصر المدروسة من معان رمزية، فضلا عما يتضمنه ذلك الجسد من موسيقى أصلها فى الآلات الموسيقية (القراقب – الطبل– الگنبرى التي تشع بالدلالات الرمزية مع حضور كل ألة في الممارسة الگناوية، فالآلات ليست مجرد أدوات للعزف عليها فحسب، لكنها جزء من البناء الطقوسى، فضلا عن مراحل صناعتها كمجموعة من الحرف التراثية المرتبطة بگناوة، إضافة إلى الفنون القولية التى تتعالق بعدد من المعتقدات التي نجد ظلا لها عند رصد التجربة التاريخية لگناوة، ومرورها من مرحلة العبودية والقهر وصولا لتحويل هذه المظاهر لتصبح فنا واسع الانتشار ومتنفسا لتفريغ الألم والتعبير عن استقلال الجسد عبر الرقصات التى يقدمها أفراد گناوة/ الأخوية الگناوية، بداية من "المعلم/ "لمِعّلَم" مرورا بأفراد الفرقة الگناوية، أو ما يطلق عليهم "الكويوات" وليس انتهاء بـــ "المقدمة"، أو "الشوافة"، ولا يقتصر الأمر على الرقص الجمالى الذى يعتمد نظامه وحركاته وترتيباته فى الجزأين الأولين من الاحتفالية من رقص الكويوات، لكنه يمتد لمرحلة الجذبة/ "الجدبة" - القسم المسمى بالملوك - التى يمارسها المريدون، أو المجذوبون/ الجدَّابة، وهم من امتلكهم الجن بأنواعه، حيث تأتى رقصاتهم أو لغة أجسادهم بعيدا عن البعد الجمالى أو الاحتفالى لتشتبك مع المعتقدات السحرية، وما فيها من أنواع للجن/ الملوك/ الأرواح التي تنتمى إلى جنس الذكور، أو الجن من الإناث الذى يطلقون عليه العيالات، حيث يتسم كل جن بصفات وأنواع من الملابس، بل وأعراض تدل على تلبسه بالمريدات والمريدين فى فضاء الجذبة، الأمر الذى يقتضى أنواعا من الممارسات السحرية والموسيقية والحركية.
إن القراءة الفاحصة لبنية الظاهرة الگناوية ستضع أيدينا على عدد من الفنون والممارسات والمعتقدات والعادات والتقاليد والرقصات، وأشكال من الزي، وأنواع من الآلات الموسيقية الشعبية، وإذا وقفنا على هذه العناصر سنجد أنها عناصر متداخلة تشكل جوهر الظاهرة الگناوية، ويمكن أن نرصد هذه العناصر فى التالى: الإعداد للاحتفالية الگناوية. - أقسام الاحتفالية - القائمون على الاحتفالية.- مريدو الاحتفالية. - طقوس الاحتفالية الگناوية. - مكان وزمان الاحتفال.- السياقات الاجتماعية والثقافية المحيطة بالظاهرة.
ويمكن أن نرصد عددا من العناصر المكونة للظاهرة، وجميعها تتساند مكونة بنيتها العميقة، مشكلة مجموعة من الدلالات الرمزية المشتبكة، وهي بدورها لا يمكن فصلها من بعضها إلا بدافع الفرز والتصنيف والتحليل، والعمل الميدانى فى هذا السياق يمثل المفتاح، والدليل لقراءة معمقة للظاهرة التى تتمثل فيما تتضمنه من إشارات تمتد داخل كل عنصر من عناصر الظاهرة، ويمكن أن نُفصّل لهذه العناصر على النحو التالى: الفنون الحركية: (رقصات گناوة / الكويو). - رقصات وحركات المجذوبين، ومن يتلبسهم من الملوك.- المعتقدات الشعبية: الأضاحى والقرابين – الأدعية- استحضار الملوك – البخور- ألوان الزى.. إلخ - الــــزى: الزي الخاص بالمعلمين – زى الكويو – زى المريدات والمريدين/ الجَّذابة. - الفنون القولية وارتباطها بأقسام الظاهرة (العادة – الفراجة أو أولاد بمبارا- الملوك).- الموسيقى الخاصة بالظاهرة (الموسيقى البحتة – الموسيقى المصاحبة للغناء).- الآلات الموسيقية والإيقاعية (الگنبرى) – (القراقب) – (الطبل).
إن ظاهرة گناوة ليست ظاهرة بسيطة، لكنها من الظواهر الثقافية والفنية المركبة، ويتجلى ذلك من خلال تعدد عناصرها وامتدادها فى التاريخ والجغرافيا، فضلا عن عدم ثباتها عند زمن معين، لكنها تمارس صيرورتها محاطة بطقوس الإشارات والتحولات التى تتجلى بوضوح عبر الرقصات التى تمنح الجسد أبعادا ثقافية وفنية ليست مقطوعة الصلة بالأبعاد الاجتماعية والتاريخية.
ولا يخفى على العارفين بالظاهرة ممن عاينوا مفاصلها البنائية ميدانيا أنها تتسم بدلالاتها الرمزية حيث لا تسلم العناصر المكونة لها نفسها للباحث؛ أى باحث – فما بالنا بباحث غريب عن الظاهرة وليس ابنا للمكان ولا للسياقات المنتجة لها – بسهولة، فخلف كل عناصرها دلالات لا تقنع بالمباشرة، بل تحتاج لفك شفراتها من خلال اللقاءات الميدانية مع أصحاب الظاهرة والمشاركين فيها والعارفين بها، فالمتأمل لعناصر هذه الظاهرة سيجد إشارات رمزية تتصل بالمفردات المؤداة والرقصات والموسيقى والإيقاعات، فضلا عن الألوان وما تطرحه من رموز، إضافة للزى بداية من الأحذية (البَلْغَة) مرورا باللباس الرئيس (الفُوْقِيَة)، (وألبسة الرأس (الشَاشِيَة)، كذلك الاختلافات بين زى "المعلم" و"الكُوْيُو"، وزى المجذوبين والمريدين.
إن دراسة هذه الظاهرة تضعنا فى المشكلة الرئيسية التى تتمثل في فهم طبيعة الاتصال الثقافي وأثره على عناصر الفرجة الگناوية التي تذخر بأنواع من الفنون القولية والموسيقية والحركية؛ فضلا عن عناصر المعتقدات والتقاليد والتصورات، إضافة إلى عناصر الثقافة المادية التي تعد عناصر جوهرية في الليلة الگناوية، وطرح السؤال عن جدلية العلاقة بين ثلاثة أنواع من الثقافة، هي: الثقافة الإفريقية – الثقافة الأمازيغية – الثقافة العربية الإسلامية، وما أحدثته هذه العلاقات المشتبكة في عناصر الفرجة الگناوية، فضلا عن معاينة أثر التكيف والاتصال الثقافي على التجليات الإبداعية الشفاهية، خاصة فنون الشعر الشعبي المؤداة في هذه الظاهرة الفنية.
إن المتأمل للعنصر الگناوي - بالرغم من ذوبانه في الثقافة المغربية - سيجده قد حافظ على عناصر متعددة من ثقافته الأصلية، حيث تكيفت هذه الثقافة منصهرة مع ثقافة المغرب، بعد أن قامت بالتوفيق بين نسقين ثقافيين مما منحها قبولا داخل المجتمع التقليدي، وتتقاطع فنون الفرجة الگناوية مع بعض الممارسات الصوفية حيث يعتبر ضريح "سيدي بلال" الكائن غرب مدينة الصويرة بمثابة المقام الروحي لگناوة؛ و تحتضن زاويته فنون گناوة في كل عام بداية من شهر شعبان/ شعبانة الذي يبدأ فيه الاحتفال السنوي عبر عروض فنون گناوة التي تقوم على عدد من الطقوس تتمثل في الليلة الگناوية/ دردبة، وإحياء الليلة أو الدردبة؛ حيث يقومون بعدد من الطقوس التى يختص بها مجموعة من الأشخاص يتولون تنظيمها، ويلعب "لِمْعَلَم"، و"الشوافة" دورا أساسيا في إحياء الليلة لكونهما من حاملي المعرفة التي تخول لهما التعامل مع طقس العبور واستحضار الأرواح، فالمعلم يقدم خدمات علاجية للمرضى ويكون تابعا للمقدمة التي تشرف على الاستحضار والعلاج، لكن أهميته تكمن في إتقانه لصنعته وتجنب أية عواقب تحدث للمجذوبين أو المشاركين في الحضرة، وتتضمن الليلة الگناوية عددا من العناصر الاعتقادية مثل: مرحلة الجذب والاستحضار، وطقوس الذبح والتبخير، فضلا عن الغناء والموسيقى والحركة والزي، وهو ما سنتناوله في فصول الدراسة بشكل تفصيلي.
تقع هذه الدراسة في خمسة فصول هي: الفصل الأول الإطار النظري والمنهجي للدراسة، حيث يتناول، أولا: مشكلات الدراسة - ثانيا: أهمية الدراسة، معرجا على الأهمية النظرية - الأهمية التطبيقية- الأهمية المنهجية، ثم ينتقل إلى أسباب اختيار موضوع الدراسة، وأهدافها، وأهم التساؤلات التي طرحتها، ثم توقفت عند عدد من المصطلحات والمفاهيم التي تتعالق بعنوان الدراسة على المستويين النظري والميدانى، لعل منها: الدلالة - الرمز والرمزية - فنون الفرجة- الطقس- الاحتفالية الگناوية وما يتحلق حولها من مصطلحات من مثل: أولا: العادة - ثانيا: الفراجة/ أولاد بمبارا - ثالثا: الليلة الگناوية / ليلة دردبة، وما تضم من ممارسات طقسية سحرية يطلق عليها الملوك/ "لملوك"، وتنتقل الدراسة من المفاهيم المرتبطة بالظاهرة؛ عنوان الدراسة إلى عدد من النظريات والمناهج التي يمكن أن تدعم الدراسة الميدانية، ولأن الميدان كان مليئا بالصعوبات فقد سرد الباحث صعوبات ومشكلات العمل الميداني، مقسما إياها إلى عدد من الصعوبات هي: أولا: صعوبة السفر- ثانيا: صعوبة اللغة - ثالثا: صعوبة التدوين- رابعا: صعوبة الوصول للدلالات - خامسا: نظرة الريبة من بعض الإخباريين - سادسا: انتشار الظاهرة على مستوى المعمور المغربى - سابعا: صعوبة ترجمة اللغة الشفاهية إلى لغة بحثية علمية، كما قدم هذا الفصل رؤية تحليلية لعدد من الدراسات السابقة التي تناولت الظاهرة مشيرا إلى الكتب والمقالات العربية - الرسائل العلمية- الدراسات والمقالات، ولم يقتصر الأمر على المراجع والدراسات العربية، بل تناول عددا من المراجع الأجنبية التي وقفت على بعض مفاصل ظاهرة گناوة، وبعد هذه الإطلالة النظرية التي لا تخلو من إشارات ميدانية يأتي الفصل الثانى المعنون بــــ فنون الفرجة الگناوية.. الأصول والمفاهيم ليدخل إلى بنية الظاهرة الگناوية بادئا بالوقوف على مصطلح گناوة ومصادر التسمية، مشيرا إلى عدد من الأصول: المكانية – اللغوية، فضلا عن الإرجاعات إلى أشخاص، ويتوقف هذا الفصل عند أهم مصطلحات ومفاهيم الظاهرة، متناولا تفاصيلها وعناصرها، شارحا عددا من المصطلحات المحلية المرتبطة ببنية الظاهرة مثل: الديـــــوان – استطمبالى- الليلة الگناوية- گناوة المرساوية- النمط الگناوي الرباطي- العــــادة- الفـــراجة- الملوك- فتوح الرحبة - المحـــــلات -الجـــذبة- إسمگان- دَرْدْبَـــه- المعلــم- جنـــاح الطيــــر- الكــويـــو-الفواتحى- المقدمة - الشـــوَّافـــة - سيــدى بــلال- شعبــانــة - الأضاحى عند گناوة، وتمثل هذه المصطلحات والمفاهيم الخاصة بمتن ظاهرة گناوة أساسا مهما لفهم الدلالات الكامنة وراء عناصرها من هنا يأتي الفصل الثالث تحت عنوان: الدلالات الرمزية فى طقوس گناوة ليتوقف أمام ارتباط هذه الظاهرة ارتباطا عضويا بالأنثروبولوجيا الثقافية، ثم ينتقل إلى تحليل الدلالات الرمزية في مراحل الليلة الگناوية بداية من الإعداد والتجهيز لليلة، مرورا برمزية الإعلان واستعراض المهارة في العادة – ثم الفراجة بين رمزية الفُرجة التفريج -رمزية الزخرفة الموسيقية في النقشة/"النُّگُشَهْ" -رمزية الملوك واستحضار الخفى- رمزية الزى- رمزية الذبائح والقرابين- رمزية البيارق والأعلام- رمزية الأنبياء وآل البيت، واستدعاء البركة والتأصيل- رمزية التوسل بالأولياء والصالحين- سيدنا بلال ورمزية العودة للجذور- رمزية أعلام گناوة الراحلين وتقدير الأسلاف- دلالات الحركة الرمزية وحضور الجسد الرمزى- رمزية الأعداد وأسطورية الرقم، وإذا كان الفصل الثالث قد وقف على الدلالات الرمزية في العناصر المكونة للظاهرة، فإن الفصل الرابع قد خصته الدراسة للوقوف على الدلالات الرمزية فى الفنون القولية والموسيقية عند گناوة، حيث تناول تجليات گناوة وسمات نصوصهم القولية في عدد من أجزاء بنية الاحتفالية الگناوية: الفنون القولية في العادة - الفنون القولية في الفراجة- الفنون القولية في الَمْلُوكْ، وفى هذا الجزء تناول النصوص الخاصة بمحلات الملوك ومنها: نصوص الموساويِّين ومحلة موالين الما- نصوص محلة الحُمُر- نصوص محلة السَّماوِيِّين- محلة الكُحُل ورمزية اللون الأسود، وانتهي الفصل بالوقوف على روافد الفنون القولية الگناوية ومصادرها، مشيرا إلى الروافد: الأفريقية - الأمازيغية، فضلا عن الإشارة لعدد من المصادر منها: المصدر العربى الإسلامي- مصادر الحياة المغربية- المصادر الغيبية، ومن الفنون القولية ينتقل للفنون الموسيقية، متناولا الآلات الموسيقية عند گناوة بين الصناعة والفن، مفصلا لدراسة الآلات الموسيقية والإيقاعية فاعلة الظاهرة وهي:(1) آلة الگنبري-(2)القراقب - (3) الطبل، ويأتي الفصل الخامس تحت عنوان: الدلالات الرمزية في الفنون الحركية والزي عند گناوة، مركزا على أشكال الفنون الحركية ووظيفتها ودلالاتها الرمزية، مقسما أنواع الرقص إلى نوعين هما: الرقص الدنيوى ويضم الرقص الفرجوى- الرقص التمثيلى، أما النوع الثانى فهو الرقص الطقوسى، ويندرج تحته رقص الجذابين، ومن الفنون الحركية ينتقل الفصل الخامس إلى أشكال الزي ووظيفته ودلالاته الرمزية حيث يتناول أولا: زي المعلم- ثانيا: زى الكويوات- ثالثا: زى الجذابة - رابعا: زى المُقَدّمَة- خامسا: ألبسة الرأس(الشاشية- الطربوش– الطاقية)- سادسا: ألبسة الجسد: (الفوقية - الجابدور- القشابة- الجلابة- الحِراف)- سابعا: ألبسة القدمين: (البلغة – الجوارب)، ويختتم الفصل بتناول رمزية محلات الملوك وعلاقتها باللون، ثم تأتى الخاتمة والتوصيات ودليل العمل الميدانى وملحق الصور، وبيانات الإخباريين والمصادر والمراجع تتمة لهذه الدراسة.
The Gnawa festive rituals - Moroccans and the people of the phenomenon pronounce the word "Gnawa" with its doubled Kaf as a Cairene Jeem, and it is always written as Kaf, and we did not find it recorded with Jeem in any references or studies, and Gnawa still constitutes a rich field for a number of anthropological and artistic studies, and unfortunately most of the studies, follow-ups and reports were captive to a group of superficial visions that occupied themselves with the miraculous elements, or accusing some of its manifestations of sorcery and lagging behind the train of civilization!!, and deviating from religion, and did not deepen their view of the ritual structure of the Gnawa celebration, and what it includes of very rich anthropological aspects, as the Gnawa celebration is a cultural and artistic phenomenon with its cohesive structure, as the field study shows us an active part in the human heritage that re-represents the heritage of rebellion against slavery, and restores the memory of suffering and pain through its historical manifestation to see its various elements of customs, beliefs, traditions and practices Verbal and musical arts, industries present in the spaces of popular arts, and anthropological manifestations.
The manifestation of the Gnawa phenomenon across its spatial and temporal extension, and its manifestation in the form of popular spectacle, contains in its deep structure a group of historical and social connotations, in addition to the symbolic connotations latent in its multiple elements that we can point to represented in a number of origins and special concepts that emanate from its small structures, or its joints that form the larger structure of the Gnawa phenomenon.
Monitoring the sections of Gnawa will put us in the heart of the Gnawa night, starting with its main parts, which are represented in three sections: the habit, the term for which comes from habit and consistency in performance , then the faraja/"lifaraja", which represents The second part of the celebration, the term is derived from the word “farja,” meaning watching and participating, and from “tafrij,” as this phenomenon announces the repressed, and relieves the worry through rituals of appeasing the jinn . They also call this part “Awlad Bambara,” in reference to the Bambara people who inhabit West Africa .
The stage of the kings/"Limlouk" comes, which is the third and final part of the Gnawa celebration, which is considered The Gnawa rituals are the most enriching of all, because they are held in honor of some of the kings and queens of the jinn, some of whom are revered by the followers of the Gnawa sect, such as: Shamhaourch - Lalla Malika, Lalla Mira, Sidi Hammou, Sidi Mimoun , etc. Perhaps dismantling its complex structure and its interwoven layers will open a new horizon for us to read this phenomenon anthropologically .
Hence, it is necessary to identify the limits of the symbolic and to define its objectives precisely, through observation. Form, overall structure, construction technique; taking into account the geographical and historical background, implicit or explicit cultural and religious values, and the symbolic meanings of the elements studied, In addition to what this body includes of music that originated in musical instruments (qaraqeb - drum - gumbari) that radiate symbolic connotations with the presence of each instrument in the Gnawa practice, the instruments are not just tools to be played, but they are part of the ritual structure, in addition to the stages of their manufacture as a group of traditional crafts associated with Gnawa, in addition to the verbal arts that are related to a number of beliefs that we find a shadow of when observing the historical experience of Gnawa, and its passage from the stage of slavery and oppression to the transformation of these manifestations to become a widespread art and an outlet for relieving pain and expression. About the independence of the body through the dances presented by the Gnawa members The Gnawa brotherhood, starting with the "teacher/"l'm'allam", passing through the members of the Gnawa troupe, or what are called "kwiwat" and not ending with the "introduction", or "shawafa", and the matter is not limited to the beautiful dance, whose system, movements and arrangements are based on the first two parts of the celebration of the kwiwat dance, but it extends to the stage of attraction/"jdba" - the section called the kings - practiced by the disciples, or the attracted/jdaba, who are those possessed by the jinn of all kinds, where their dances or body language come far from the aesthetic or festive dimension to clash with magical beliefs, and what it contains of types of jinn/kings/spirits that belong to the male sex, or the female jinn who are called the Ayyalat, Each jinn has characteristics and types of clothing, and even symptoms that indicate its possession of female and male disciples in the space of attraction, which requires types of magical, musical and kinetic practices. Each jinn is associated with types of incense that vary according to the diversity of kings. Also associated with this ritual phenomenon are a group of singing performances accompanied by a number of verbal arts, in addition to a group of dances that vary according to the diversity of the sections of the Gnawa celebration. These dances have their mythological references that present a number of symbolic meanings, or more precisely, a cohesive structure that is the essence of the identity of the Gnawa phenomenon
A careful reading of the structure of the Gnawa phenomenon will put our hands on a number of arts, practices, beliefs, customs, traditions, dances, forms of dress, and types of popular musical instruments. If we consider these elements, we will find that they are intertwined elements that form the essence of the Gnawa phenomenon. We can identify these elements as follows: Preparation for the Gnawa celebration - Sections of the celebration- Those in charge of the celebration - Celebration attendees Gnawa celebration rituals - Place and time of the celebration. Social and cultural contexts surrounding the phenomenon
We can identify a number of elements that make up the phenomenon, all of which support each other to form its deep structure, forming a set of intertwined symbolic meanings, which in turn cannot be separated from each other except through sorting, classification and analysis. Field work in this context represents the key and guide to an in-depth reading of the phenomenon, which is represented in what it includes of signals that extend within each element of the phenomenon
النص بالعربية والملخص بالإنجليزية.
الأنثروبولوجيا الثقافية --المغرب
فنون الفرجة الگناوية المغربية الدلالات الرمزية
301.64