أطروحة (ماجستير)-جامعةالأزهر، 2024.

ببليوجرافيا: صفحات 253-266.

يشهد العالم اليوم ثورة تقنية هائلة، ففي عصر التكنولوجيا الرقمية والتواصل الاجتماعي المتسارع، تشهد ثقافة السخرية تطورًا هائلًا وتأثيرًا عميقًا على الشباب وطريقة تفكيرهم. حيث أن التفاعل المستمر مع المحتوى الساخر عبر منصات التواصل الاجتماعي، والبرامج التلفزيونية، ووسائل الإعلام الحديثة، قد أسهم في بناء ثقافة تحتفي بالسخرية كوسيلة للتعبير والتفاعل الاجتماعي، ورغم الإقرار بفوائد الإعلام الإلكتروني الحديث وإسهامه الفعال في البنية الثقافية عامة والتحول إلي مجتمع معلوماتي إلا أن حرية التعبير بدون ضوابط أو معايير اجتماعية أصبح مصدر يهدد الأمن الفكري الذي يُعد في ذاتية نتاجاً لأزمة فكرية أوجدها النظام المعلوماتي من خلال وسائل التقنية الحديثة، ومن هذا المنطلق صيغت مشكلة الدراسة للتحقق التحقق من وجود علاقة بين ثقافة السخرية في الأعلام الإلكتروني والأمن الفكري لدي الشباب، وذلك من خلال مجموعة من المقولات النظرية، والتي تمثلت في نظرية الاستخدامات والإشباعات، نظرية المجال العام ، النظرية النقدية فرانكورت، نظرية مجتمع المخاطر، النظرية الاجتماعية والتهكم الاجتماعي. وتمثلت أهداف الدراسة في رصد أهداف الأمن الفكري وخصائصه، والتعرف علي أهم العوامل المؤثرة علي الأمن الفكري، ثم الكشف عن أثر السخرية في أبعاد الأمن الفكري، وهدفت إلى تحليل أساليب السخرية المستخدمة في الفيديو الساخر، والتعرف على أشكال السخرية المتناولة في الفيديو، وأيضا التعرف على طرق التناول في عرض القضية، وسعت إلى رصد عناصر الجذب والتشويق المستخدمة في عرض القضايا بالإضافة إلى رصد أساليب الإقناع المستخدمة في عرض القضايا، وحاولت إيضاً الكشف عن أهداف الفيديو الساخر بالإضافة إلي الوقوف علي العلاقة بين المتغيرات الديموغرافية للعينة وثقافة السخرية. ولتحقيق تلك الأهداف تم الاستعانة بمنهج المسح الاجتماعي بالعينة، ومنهج تحليل المضمون، وتطبيق مقياس إلكتروني علي عينة من الشباب المتابع لقناتي السخرية بلغ قوامها 400 مفردة، بالإضافة إلى أنه تم الاستعانة باستمارة تحليل المضمون وذلك بتحليل مضمون قناتي ( إسلام فوزى، مستر في) ، وقد كشفت نتائج الدراسة عن وجود علاقة بين التناول الساخر للقضايا محل الدراسة وأبعاد الأمن الفكري، وأشارت النتائج الدراسة إلى وجود تأثير من البرامج الساخرة علي الرؤية العامة للشباب، سواء على المستوى الفردي أو المستوى المجتمعي وذلك باعتبار أن البرامج الساخرة وسيلة للضحك والفكاهة والترويج عن النفس، وأظهرت نتائج الدراسة أن القضايا الاجتماعية جاءت في المرتبة، حيث كان لها تأثير إيجابي علي ظاهرة التنمر في الحد من انتشارها ومعالجة آثارها كشفت نتائج الدراسة أن التناول الساخر للقضايا الاقتصادية كان له أثر علي الأمن الفكري وخاصة في مرحلة الأزمة الاقتصادية الحالية بمصر، وتوصلت الدراسة أن التناول الساخر لقضية الانتماء الوطني كانت من أكثر القضايا السياسية تأثيراً علي الأمن الفكري للشباب، بالإضافة إلي ذلك أثبتت الدراسة أن قضية التحيز العقائدي هي أكثر القضايا التي تناولتها البرامج الساخرة وكان لها تأثير إيجابي علي البعد الديني للأمن الفكري. وأسفرت نتائج الدراسة أن استعمال اللغة العامية وأسلوب التهكم كانت من أكثر طرق التناول المستخدمة لعرض القضايا في البرامج الساخرة، وأوضحت النتائج أن أكثر الفئات العمرية تأثراً بالقنوات الساخرة هي الفئة العمرية من (25:22) عاماً، بالإضافة إلى أن أكثر الفئات تأثراً بحسب متغير المؤهل التعليمي كانت لفئتي (متوسط-جامعي)، وكشفت نتائج الدراسة حول متغير الحالة المهنية عن وجود فروق معنوية حول أثر ثقافة السخرية على البعد الديني للأمن الفكري، وكانت أعلي الاستجابات من فئتي (موظف – ومهن حرفية)، بينما كانت أقل الاستجابات لفئة (لا يعمل)، و أظهرت نتائج الدراسة عن وجود فروق حول أثر ثقافة السخرية وأبعاد الأمن الفكري في استجابات العينة حسب متغير المستوي الاقتصادي، حيث كانت الاستجابات بالنسبة لكاً من ( البعد الاجتماعي والاقتصادي والديني) للأمن الفكري كانت الاستجابات الأعلى لفئة ( متوسط) وأقل الاستجابات لفئة (منخفض)، بينما في البعد السياسي للأمن الفكري، فقد كانت أعلى الاستجابات لفئة( منخفض)، وأقل الاستجابات لفئة ( مرتفع)، وقد خلصت الدراسة بعدة توصيات أُهمها قيام القائمين على تقديم البرامج الساخرة علي موقع اليوتيوب بعمل إستطلاعات رأى دورية للجمهور، للتعرف على آرائهم ومقترحاتهم بشكل مستمر فيما يُقدم فى البرامج الساخرة من حيث الشكل والمضمون، مع مراعاة أن تكون هذه الإستطلاعات متاحة بطرق سهلة وميسرة للجمهور في كافة أنحاء العالم، وإهتمام الكثير من البرامج الساخرة علي موقع اليوتيوب بتقديم القضايا الإجتماعية بدرجة أكبر وأعمق، خاصة فى ظل ما يتعرض له المجتمع من طفرات متسارعة، من إنخفاض مستوى الذوق العام، وإنتشار الثقافة الغربية الهابطة من أجل إصلاح وتقويم المظاهر السلبية في المجتمع، بالاضافة الي أهمية إجراء بحوث تعتمد على دراسة الحالة حول مقدمي البرامج الساخرة على موقع اليوتيوب، والأكثر شهرة وتأثيراً، وذلك لمحاولة معرفة الجوانب النفسية والإجتماعية لهم، خاصة أن معظم مقدمي البرامج الساخرة من غير الدارسين ولا المتخصصين فى مجال الإعلام، وضرورة زيادة وعي الجمهور لحماية فكرة وعقلة من أية محاولات لهدم الأسس الأخلاقية فليس كل ما يسمعة يصدقة ويجب علية تحكيم عقلة وتمييز الأمور.

Today, the world is witnessing a massive technical revolution. In the era of digital technology and accelerated social communication, the culture of sarcasm is witnessing tremendous development and a profound impact on young people and their way of thinking. The continuous interaction with satirical content through social media platforms, television programs, and modern media has contributed to building a culture that celebrates sarcasm as a means of expression and social interaction. Despite the recognition of the benefits of modern electronic media and its effective contribution to the cultural structure in general and the transformation into an information society, freedom Expression without social controls or standards has become a source that threatens intellectual security, which is considered to be the product of an intellectual crisis created by the information system through modern technological means. From this standpoint, the problem of the study was formulated to verify the existence of a relationship between the culture of sarcasm in electronic media and intellectual security among young people. Through a group of theoretical statements, which are the theory of uses and gratifications, the theory of the public sphere, the critical theory of Francourt, the theory of risk society, social theory and social satire. The objectives of the study were to monitor the objectives and characteristics of intellectual security, identify the most important factors affecting intellectual security, then reveal the impact of sarcasm on the dimensions of intellectual security. It aimed to analyze the methods of sarcasm used in satirical videos, identify the forms of sarcasm addressed in the video, and also identify... Methods of approach in presenting the issue. It sought to monitor the elements of attraction and suspense used in presenting the issues in addition to monitoring the methods of persuasion used in presenting the issues. It also tried to reveal the goals of the satirical video in addition to identifying the relationship between the demographic variables of the sample and the culture of ridicule. To achieve these goals, the sample social survey method, the content analysis method were used, and an electronic scale was applied to a sample of young people who follow the two satirical channels, which amounted to 400 items. In addition, the content analysis form was used to analyze the content of my channels (Islam Fawzi, Mr. V). The results of the study revealed the existence of a relationship between the satirical treatment of the issues under study and the dimensions of intellectual security. The results of the study indicated that there is an impact of satirical programs on the general vision of young people, whether on the individual level or the societal level, given that satirical programs are a means of laughter, humor, and self-promotion. It showed The results of the study showed that social issues came in first place, as they had a positive impact on the phenomenon of bullying in reducing its spread and treating its effects. The results of the study revealed that the satirical treatment of economic issues had an impact on intellectual security, especially in the current economic crisis in Egypt. The study concluded that the satirical treatment The issue of national belonging was one of the most influential political issues on the intellectual security of young people. In addition, the study demonstrated that the issue of ideological bias is the issue most addressed in satirical programs and that it had a positive impact on the religious dimension of intellectual security. The results of the study revealed that the use of colloquial language and the style of sarcasm were among the most common methods of dealing with issues used in satirical programs. The results showed that the age group most affected by satirical channels is the age group of (25:22) years, in addition to that the most affected groups according to the qualification variable. The educational category was for the two categories (intermediate-university), and the results of the study on the variable of professional status revealed that there were significant differences in the impact of the culture of ridicule on the religious dimension of intellectual security. The highest responses were for the two categories (employee - and craft professions), while the lowest responses were for the category (not working). The results of the study showed that there were differences regarding the impact of the culture of cynicism and the dimensions of intellectual security on the sample’s responses according to the economic level variable, where the responses for each of the (social, economic, and religious dimensions) of intellectual security were the highest responses for the (medium) category and the lowest responses for the (low) category. While in the political dimension of intellectual security, the highest responses were for the (low) category, and the lowest responses were for the (high) category. The study concluded with several recommendations, the most important of which is that those responsible for presenting satirical programs on YouTube conduct periodic opinion polls for the public, to get to know their opinions and suggestions. Continuously in what is presented in satirical programs in terms of form and content, taking into account that these polls are available in easy and accessible ways to the public all over the world, and the interest of many satirical programs on YouTube in presenting social issues to a greater and deeper degree, especially in light of what society is exposed to. From rapid mutations, the decline in the level of public taste, and the spread of decadent Western culture in order to reform and correct the negative aspects of society, in addition to the importance of conducting research based on case studies on the presenters of satirical programs on YouTube, the most famous and influential, in order to try to find out the psychological and social aspects. For them, especially since most of the presenters of satirical programs are not scholars or specialists in the field of media, and the need to increase public awareness to protect their idea and mind from any attempts to destroy moral foundations, because not everything they hear is to be believed and they must exercise their mind and distinguish matters.

صدر أيضًا كقرص مدمج.

النص بالعربية والملخص باللغة الإنجليزية والعربية.