اطروحة (ماجستير) - جامعة القاهرة - كلية الآداب - قسم التاريخ

يلعب المسرح منذ نشأته دورا مؤثرا فى وجدان الشعوب من خلال تأثيره المباشر على المشاهد: و من ثم فإن الحديث عن المسرح يعد حديثا عن فن من أعرق الفنون التى صنعها الإنسان: فالمسرح على مر العصور كان متأثرا بطبيعة الإنسان و معتقداته: و مؤثرا فى حياته؛ و لذلك على الكاتب المسرحى أن يستوحى مادة المسرحية و مضمونها و شخوصها من تجارب و واقع المجتمع الذى يعيش فيه و يتفاعل معه. و لا سيما لبمسرح السياسى الذى لعب دورا مهما فى الوطن العربى عامة و مصر خاصة خلال الفترة منذ 1952إلى 1967م. و يتجلى ذلك من خلال مسرحيات عدة: التى تناولت قضايا المجتمع المصرى؛ لذلك زعم بعض المؤرخين أنه لا يوجد مسرح فى العالم إلا و يعد مسرحا سياسيا: حتى و لو كان النص يتحدث عن قضية اقتصادية أو إجتماعية و غيرها من القضايا المختلفة. و مع قيام ثورة 23 يوليو1952م و ما شهده المجتمع المصرى من تطور شامل فى كل مجالاته: نتج عنها تأثر المسرح بتلك التغيرات لمواكبة ذلك التطور: كى يلحق بهذه النهضة: فقد ألقت الثورة روحا جديدة فى أدب المسرح.. و تتمثل هذه الروح فى الإيمان بمجتمع جديد يقوم على قيم جديدة لا تسمح لأحد بالتخلف عنها.. بل تدعو الجميع الى المساهمة فيها. فدخل المسرح منعطفا تاريخيا أكثر عمقا من ذى قبل بحيث أصبح أكثر ارتباطا بروح العصر. فعلى سبيل المثال عندما وقع العدوان الثلاثى فى 29 أكتوبر1956م على مصر بعد قرار تأميم قناة السويس: قدم المسرح العديد من الأعمال المسرحية التى ترصد الواقع المصرى و منها: عفاريت الجبانة لنعمام عاشور التى قدمت كعرض مباشر لإحداث العدوان. فهى المسرحية الوحيدة التى لم ينشرها كاتبها فى كتاب: فقد سلمها كمسودة للمسرح القومى فى نوفمبر1956م إبان العدوان الثلاثى على مصر

صدر ايضا كقرص مدمج